أنت هنا

5 ذو الحجه 1430
المسلم- صحف

هدد عدد من زعماء الكنائس بالولايات المتحدة الأمريكية الرئيس باراك أوباما بالتحريض على عصيان مدني إذا لم يتراجع عن تأييده لبعض القوانين التي اعتبروها "ممارسات ضد الحياة" مثل تقنين الإجهاض وزواج الشواذ و"الموت بكرامة".

وفي مذكرة من ست صفحات بعنوان "إعلان منهاتن"، قال زعماء عدد من الكنائس الأمريكية: "لأننا نقدس العدالة والمصلحة العامة، لن نلتزم بأي قرار يجبر مؤسساتنا على المشاركة في عمليات الإجهاض والبحوث المدمرة للأجنة والمساعدة على الانتحار، أو ما يعرف بالقتل الرحيم، أو أي ممارسات أخرى ضد الحياة".

ونشرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية تفاصيل المذكرة أمس السبت، حيث قال القساوسة: "لن نلتزم بأي قرار من شأنه إلزامنا بمباركة العلاقات الجنسية غير الأخلاقية التي تعامل معاملة الزواج (في إشارة إلى زواج الشواذ)، ولن نعدل عن تسليط الضوء على ما هو أخلاقي وما دونه، خاصة فيما يمس أمور الزواج والأسرة".

وهدد الموقعون على المذكرة، ومن بينهم أساقفة وقساوسة وكاردينالات من الطوائف المسيحية المختلفة بتنظيم عصيان مدني إذا تم إجبارهم على المشاركة في مثل تلك الممارسات.

وقال الموقعون: "كقيادات أرثوذكسية وكاثوليكية وإنجيلية، اجتمعنا أكثر من مرة في نيويورك منذ 28 سبتمبر 2009 لإصدار هذا الإعلان الذي وقعنا عليه كأفراد ليس بالنيابة عن مؤسساتنا، ولكننا نتحدث من وإلى مجتمعنا".

وشددت القيادات على أنها لا يمكنها التزام الصمت بينما ترى المجتمع الأمريكي من حولها "يتدهور وينحدر".

ومن جانبه، اعتبر الأسقف دونالد ويرل، أحد الموقعين على المذكرة أن "العصيان المدني ليس مسموحا به وحسب، بل مطلوبا في بعض الأحيان، لكننا لا نتمنى أن يصل الأمر إلى هذا الحد". وأشار إلى أن القيادات الدينية تتحمل مسئولية توعية المجتمع بالتهديدات الأخلاقية.

وقال الكاردينال جوستن ريجالي، وهو من بين الموقعين على المذكرة أيضا: "باتت مؤسسة الزواج في خطر، وتقتضي العدالة ألا نلتزم الصمت إزاء تلك التهديدات".

وعقب انتخاب أوباما رئيسا للبلاد تزايدت الخلافات بين الحكومة الأمريكية والكنائس، خاصة الموقعين على المذكرة، بسبب السياسات الليبرالية لإدارة أوباما. وتعهدت الكنائس الكاثوليكية آنذاك بالتصدي لتلك السياسات خاصة المتعلقة بتقنين الإجهاض.

وتخضع أبرشية واشنطن لضغوط مكثفة بسبب رفضها الانصياع لقانون ملزم يجبرها على مباركة زواج الشواذ. كما تعارض الكثير من الكنائس مرسوما تنفيذيا وقعه أوباما مطلع العام الجاري 2009 يدعم حق المرأة في الإجهاض.

وكانت الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان قد وجهت انتقادات لاذعة إلى أوباما لتوقيعه هذا المرسوم ووصفته بأنه "مذبحة للأبرياء". ووقع أوباما ذلك المرسوم الذي يلغي القيود التي فرضها سلفه جورج بوش منذ 8 سنوات على تمويل الإدارة الأمريكية مؤسسات تنظيم الأسرة خارج الولايات المتحدة، التي تقدم خدمات عملية الإجهاض أو المشورة بشأنها أو خدمات ما بعد الإجهاض.

وهناك 224 مليون مسيحي في الولايات المتحدة على الأقل من إجمالي عدد السكان البالغ حوالي 300 مليون نسمة، طبقا لموقع "أدهيرنتس" الأمريكي.