كشف "مركز الأسرى للدراسات" عن قيام إدارة السجون الصهيونية بانتهاك خطير ومخالف لبديهيات حقوق الإنسان والمبادئ والاتفاقيات الدولية فيما يتعلق باستخدام القوة والعنف المفرط والقاتل في بعض الأحيان في الاعتقال والتحقيق، ضد الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال.
وأوضح المركز أن دولة الاحتلال تُفرِط في استخدام القوة وفق شهادات مشفوعة بالقسم من الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية، ولعل الحدث الأبرز -على سبيل المثال لا الحصر- هو اقتحام معتقل النقب في (22-10-2007م) من فرقة "متسادا" واستخدام القنابل المسيلة للدموع والأعيرة المطاطية والمعدنية من مسافات قريبة؛ ما أدَّى إلى استشهاد الأسير محمد الأشقر.
ولفت المركز إلى أنَّ هنالك عددًا كبيرًا من الأسرى قتلهم الاحتلال أثناء الاعتقال، وآخرين ممن استُشهدوا في التحقيق؛ نتيجة استخدام القوة المفرطة، وهنالك من قُتل في السجون وبشكل مباشر وبدم بارد وهو في المعتقل يقضى محكوميته.
من جانبه، أكد أحد قادة الحركة الوطنية الأسيرة فى السجون الأسير توفيق أبو نعيم لـ"مركز الأسرى للدراسات" أن فرقة "نحشون" ذات العلاقة بقوة السجون اعتدت سابقًا على الأسير يعقوب ثلجي الريماوي، أثناء نقله للمحكمة، وهو مقيدُ الأيدى والأرجل؛ ما أدَّى إلى فقدان إحدى عينيه، وتمَّ حرق أسرى آخرين في عزل الرملة (نيتسان سابقًا) بالماء الساخن، وهنالك أسرى يتمُّ الاعتداء عليهم في التحقيق وفى العزل والسفريات يوميًّا، ودخلت قواتٌ من السجانين على بعض الأسرى في العزل؛ بهدف الانتقام منهم واستخدام كافة الوسائل غير الشرعية لإرهابهم.
وتابع الأسير أبو نعيم أن إدارة السجون درَّبت فرقةً تسمَّى "متسادا" وزوَّدتها بأسلحة محرَّمة في أماكن مغلقة وضد أسرى أبرياء الكثير من الأحداث التي خلَّفت إصابات، ومنها حالات قتل في السجون، كما حدث في النقب وفي سجن "إيشل" قسم (4) بتاريخ (15-1-2007م) باقتحامها الغرف وضرب الأسرى بالقنابل والأعيرة المطاطية والمعدنية، بينما كان معظم الأسرى نائمين؛ ما أدَّى إلى إصابة العديد من الأسرى بالاختناق وآخرين بأعيرة معدنية.
من جهته، أكد رأفت حمدونة مدير "مركز الأسرى للدراسات" أن "عشرات الحوادث التي ارتكبت بحق الأسرى وأدَّى بعضها للقتل في السجون كانت ضد أسرى مقيَّدى الأيدى والأرجل دون تشكيل أي خطر على السجان من الأسير الأعزل، وكان من الممكن حلُّ التوترات القائمة بين الأسرى والسجانين بالحوار وبلا قوة، ولكن إدارة السجون تصرُّ على حسمها بالقوة المفرطة للردع وفرض الهيمنة والسطوة".
ودعا رأفت حمدونة مدير "مركز الأسرى" من المؤسسات المعنية بقضية الأسرى والمعتقلين؛ إلى تكثيف الجهود لمساندتهم عبر برنامج وطني موحد، ورفع دعاوى قضائية على السلطات الصهيونية محليًّا ودوليًّا, مناشدًا في نفس الوقت كافة المؤسسات الحقوقية العالمية إلى مساندة ذوي الأسرى باستصدار قرارات عادلة تنصفهم وتضغط على دولة الاحتلال لتحريرهم، وخاصةً من هو معتقلٌ بلا لائحة اتهام تحت مبرر الأمن أيضًا من الأسرى الإداريين، وتوفر للباقين الحماية وتحسين الشروط الحياتية وتُنهي معاناتهم وأهليهم المريرة على مدار عشرات السنين.