
قال تقرير أصدرته وكالة "أوكسفام" الإغاثية البارزة في أفغانستان ونشرته يوم الأربعاء إن معظم الأفغان يرون أن الأسباب الحقيقية للحرب في بلادهم هي الفقر والبطالة وليس حركة طالبان.
اعتمد التقرير على مسح شمل 704 مواطنين أفغان طلب منهم تقديم عدة إجابات للأسباب وراء الصراع.
وأشار التقرير الذي أجرته المنظمة الخيرية البريطانية وعدد من وكالات الإغاثة المحلية إلى أن 70% ممن شاركوا في الاستطلاع يعتبرون أن الفقر والبطالة هما الدافع الرئيسي وراء الصراع في أفغانستان.
وقال نحو نصف ممن جرى استطلاع رأيهم إن الفساد وعدم فاعلية حكومتهم هما السببان الرئيسيان وراء استمرار القتال في حين ذكر 36% أن حركة طالبان هي المسؤوله عن الحرب.
ورأى نحو ربع المستطلع آراؤهم أن التدخل الأجنبي وراء استمرار القتال في أفغانستان. واعتبر 25% أن دولا أخرى يلقى باللوم عليها في استمرار القتال.
وقالت جريس عمر مديرة أوكسفام في أفغانستان: "عانى سكان أفغانستان من 30 عاما من الحروب وتدمر المجتمع الأفغاني.
وأضافت أن "إصلاح هذا الضرر لا يمكن أن يتحقق بين عشية وضحاها. تضميد الجراح الاقتصادية والاجتماعية والنفسية سيكون بحاجة لفترة طويلة... أفغانستان تحتاج لأكثر من الحلول العسكرية"، على حد تعبيرها.
وبعد ثلاثين عاما من الحروب ما زالت أفغانستان واحدة من أفقر الدول النامية في العالم وحكومتها واحدة من أكثر الحكومات فسادا. وتبلغ نسبة البطالة 40% ويعيش أكثر من نصف سكان البلاد تحت مستوى خط الفقر.
وإضافة إلى ذلك فإن معدلات العنف بلغت أعلى مستوياتها منذ بداية الاحتلال الأمريكي للبلاد في نهاية عام 2001.
وهناك نحو 110 آلاف جندي أجنبي يحتل أفغانستان بينهم 68 ألف جندي أمريكي والباقون يشتركون في قوات حلف شمال الأطلسي. لكن المقاومة الأفغانية بقيادة طالبان ازدادت قوتها مؤخرا وباتت تسيطر على مناطق كانت سابقا في قبضة الأمريكيين.
وبالرغم من الفشل الأمريكي في العراق وسوء سمعة الحكومة الأفغانية التي يدعمها الاحتلال، يعتزم أوباما البت في قرار بخصوص إرسال ما يصل إلى 40 ألف جندي أمريكي إضافي.
وقالت أوكسفام في تقريرها إن "العديد من الناس يشعرون بأنه بالرغم من أن الكثير من التعهدات قدمت للشعب الأفغاني إلا أنه لم يجر تسليم شيء يذكر مما أصاب الناس بالإحباط وخيبة الأمل مما أضعف في نهاية الأمر من الاستقرار" في البلاد.
وأضافت "طالب الناس بإجراءات أفضل ضمان وصول التنمية الاقتصادية والمساعدات لمن يحتاجونها بشدة".