1 ذو الحجه 1430
المسلم- وكالات

أعلنت الوسيط القطري اليوم الأربعاء عن إطلاق مفاوضات السلام الشاملة في إقليم دارفور بين الحكومة السودانية والجماعات المتمردة التي تقاتلها. وتبدأ المفاوضات بشكل عملي بعد عيد الأضحى المبارك بمشاركة ممثلي الجانبين.

كما أعلنت قطر أيضا عن تشكيل مجموعة عمل برئاسة رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكي للعمل لبلورة رؤية للحلول في الإقليم الذي يشهد حربا أهلية منذ 2003.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في جلسة إطلاق المفاوضات بالعاصمة القطرية الدوحة اليوم الأربعاء: "إن تباشير الوصول إلى سلام عادل وشامل في دارفور بدأت بالظهور والمناخ صار الآن مهيأ أكثر من أي وقت مضى للوصول إلى سلام عادل وشامل".

كما قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ إنه "كان هناك العديد من المبادرات لكن تعددها عرقل التوصل إلى حلول". وأضاف أنه "تقرر تشكيل مجموعة عمل برئاسة ثابو مبيكي رئيس جنوب إفريقيا السابق بهدف طرح رؤية شاملة تتضمن حلولا للمشاكل الأساسية من دون أن يترتب عليها تأثيرات سلبية".

من جانبه دعا جبريل باسولي الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي كل من رئيس حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم وعبد الواحد نور الذي يرأس جناحا في حركة تحرير السودان لتوحيد موقفيهما وحثهما معا على التفاوض حول شروط السلام والمصالحة والتقدم الاجتماعي والاقتصادي.

ولفت باسولي إلى أن "المفتاح الذي يؤدي إلى فتح أبواب السلام والأمن في دارفو إنما يقع في متناول قبضتيهما".

وما زال عبد الواحد نور يرفض الانضمام إلى مفاوضات السلام التي ترعاها قطر بينما يعد خليل إبراهيم من أبرز المشاركين في هذه المفاوضات.

وكانت انطلقت الثلاثاء في الدوحة أعمال الاجتماعات التشاورية للمجتمع المدني في دارفور كجزء من عملية السلام في الإقليم، على أن تستمر حتى السبت وتتوصل إلى مقترحات تطرح على المتفاوضين من الحكومة والسودانية وحركات التمرد.

وأعلن الثلاثاء أن المفاوضات لن تبدأ فعليا قبل عيد الأضحى المبارك للإفساح بالمجال أمام مزيد من التوحد بين الفصائل.

وقد وقعت حركة العدل والمساواة التي تعد من أبرز حركات التمرد الدارفورية، في فبراير في الدوحة "اتفاق حسن نوايا وبناء ثقة" مع الحكومة السودانية يفتح المجال لعملية سلام في دارفور.

وتشهد منطقة دارفور غرب السودان منذ 2003 حربا أهلية بسبب التمرد المسلح الذي تمارسه حركات التمرد. وتقول الأمم المتحدة إن الحرب خلفت 300 ألف قتيل و2,7 مليون نازح، في حين تتحدث الخرطوم عن مقتل عشرة آلاف شخص فقط.

وازدادت الأوضاع سوءا بعد أن انقسمت حركات التمرد في 2006 إلى نحو عشرين فصيلا بعد أن كانت موحدة.