• الصرب سيدخلون أوربا بلا تأشيرة أما مسلمو البوسنة فممنوعون!!
• تحرر الألمان الشرقيون من ملفات الاستخبارات الشيوعية وبدأ إعداد الملفات للمسلمين فقط!!
• التجسس في الغرب تجاوز المسلمين إلى المنصفين من الغربيين!!
***
في 9 نوفمبر من عام 1989م، وبعد أكثر من 28 عاما من الفصل بين برلين الشرقية وبرلين الغربية، فتحت الحدود بين الألمانيتين في ذلك الحين إيذاناً بمرحلة جديدة في تاريخ ألمانيا بخاصة وأوربا بعامة. اتسمت تلك المرحلة بالعمل المشترك رغم معارضة بعض الدول في ذلك، وعلى رأسها فرنسا. ومَثّل سقوطُ الجدار انبلاجَ فجر حقبة جديدة،لكنها لم تتجاوز الغرب لكي تعم دولَ العالم الأخرى، ولا سيما في إفريقيا وآسيا آثارُها الإيجابية. بل لم يلمس المسلمون في ألمانيا آثارها، كما لمسها مواطنو ألمانيا الشرقية سابقاً، ففي الوقت الذي يستلم فيه مواطنو ألمانيا الشرقية ملفاتهم السرية التي أعدتها عنهم الاستخبارات السابقة، تعد ملفات أخرى للمسلمين، في ألمانيا والغرب عموما. مما يذكر ليس بالحقبة الشيوعية البائسة فحسب، بل بمحاكم التفتيش التي يحاولون تناسيها، وإبراز ضحايا النازية من اليهود كما لو كانوا الضحايا الوحيدين للحرب العالمية الثانية،(التي قضى فيها 60 مليون نسمة نحبهم،لكنهم اختُصِرُوا في رقم 6 ملايين يهودي؟!!!) بل إنه اليهود ليسوا حتى الضحايا الوحيدين لهتلر، وهم بكل المقاييس أقل من ضحايا ستالين على سبيل المثال،(20 مليون نسمة) وبكل تأكيد أقل من ضحايا الصليبية في الأندلس (الذين لا يعلم عدد ملايينهم إلا الله سبحانه وتعالى) بل إن هنالك محاولة محمومة لتصوير المحرقة النازية المزعومة لليهود كما لو كانت المحرقة الأولى التي تقع لغير النصارى في القارة العجوز. ولا يُعرف بالضبط كم سينتظر المسلمون في ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وبلجيكا والبلقان،الاطلاع على ملفاتهم الأمنية، التي أعدت لهم في الحقبة (الديمقراطية).
وكما يبدو فإن العنصريين في الغرب لم يجدوا في الإسلام العدو البديل فحسب، بل وجدوا في المسلمين ضحاياهم الجدد، فهم لا يستطيعون العيش بدون ضحايا. ولذلك يضحون بالبشر من أجل خلاصهم، فعقيدة تأليه البشر، تطورت ليصبح كل نصراني إلها في حد ذاته –تعالى الله عما يصفون-. وتضحية الإله بنفسه لينجو الآخرين في عقيدتهم، تحولت إلى التضحية بالآخرين لينجوا هم بما ينهبونه من ثروات الآخرين. وما جرى بينهم من حروب، ثم تحولهم لاحتلال الآخرين وسلب ثرواتهم والتضحية بهم كما لو أنهم ليسوا بشرا يؤكد هذه الحقيقة.
وربما عبر الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، عن ذلك بجلاء عندما أشار بأن " المسلمين ومنذ مئات السنين، في حالة دفاع دائم.. وأن الغرب من خلال الاستفادة من قوته العسكرية قام بشكل مستمر بتفجير الوضع في العالم الإسلامي ولم يمنحه أي فرصة لمراجعة نفسه " وأن "عدد الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط يعادل 22 مرة عدد جنود الحروب الصليبية".
والسؤال المطروح هو، لقد استغرق العمل على هدم جدار برلين 28 عاما، فمتى تسقط الجدران التي يكبلنا الغرب داخلها: جدران سياسية، واقتصادية، وثقافية، وإعلامية منذ مشروع سايكس بيكو الشهير. جدران كثيرة وكثيفة جدا كالحدود التي تفصل بيننا في البلاد العربية والإسلامية بينما تفتح حدود الأوربيين بعضهم لبعض وتغلق دوننا. وهي جدران، كالتي يدعو إليها اليمين المتطرف في الغرب، كدعوة السياسي البلجيكي زعيم حزب " المصالح الفلامية "، فيليب دي فنتر، الذي يطالب بإغلاق أبواب أوربا في وجه المهاجرين المسلمين. وأصدر كتابا سماه " أسلمة أوربا إن شاء الله " وصف فيها الإسلام بالعنف والعدوانية وأن الإسلاميين يسعون لأسلمة أوربا وإطلاق اسم أورابيا عليها، وذلك من باب رمتني بدائها وانسلت. فمن يعتدي على من، ومن يحتل من، ومن يفرض إيديولوجيته على الآخر، ومن يبتز من، نحن أم الغرب؟؟؟
وفي الوقت الذي يرمي فيه المتطرفون اليمينيون الإسلام والمسلمين بالتطرف يغضون الطرف، بل يحرضون على الممارسات المتطرفة والإرهابية ضد الإسلام والمسلمين، مثل حرق مسجد بأثينا بعد تدنيس المصحف الشريف من قبل الشرطة، فقد قام عدد من الملثمين في 22 مايو الماضي، بإلقاء زجاجات بنزين على المسجد وأضرموا فيه النار مما أدى إلى انفجار وتشقق واجهة المسجد وإصابة 5 مصلين.
وفي الدانمرك أطلق حزب الشعب اليميني المتطرف حملة إعلامية ضد بناء المساجد داعيا الناخبين إلى التعبير عن معارضتهم لبناء المساجد. وفي اسبانيا وغيرها يلقى القبض على أبرياء بتهمة الانتماء للقاعدة، ثم يُطْلَقُ سراحهم بكفالة مالية تقدر ب 6 آلاف يورو، في عملية ابتزاز قذرة. فمنذ متى كان المتهمون بالإرهاب يطلق سراحهم بكفالة؟؟؟
ويستمر التدخل الغربي في شؤون الدول الإسلامية، وبناء الجدران بين المسلمين وعقيدتهم، وبين المسلمين وشريعتهم، وبين المسلمين دولا وأقاليم..... ومن ذلك ما نقلته صحيفة " التايمز " في عددها الصادر يوم 23 أبريل الماضي، عن رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، توني بلير:" إن تحكيم الشريعة في العالم العربي، وإقامة خلافة واحدة للمسلمين، وإزالة نفوذ الغرب منها، أمر غير مسموح به، ولا يمكن احتماله البتة ". بل إن فيلما أميركيا (وثائقيا) حذر الدول الأوربية من قيام دولة إسلامية على أراضيها بحلول 2016 م. ويستعدي الفيلم الأوربيين ضد الإسلام والمسلمين بالقول إن " الإسلام يزحف بشدة من خلال الهجرة، في الوقت الذي تتراجع فيه معدلات التكاثر بين الأوربيين، وهو الأمر الذي يجعل الإسلام هو المسيطر على العالم خلال خمسة أعوام ". وتذهب صحيفة " ذا بوليتان " إلى أبعد من ذلك بزعمها " أن الهيمنة الإسلامية سوف تغزو الولايات المتحدة بعد أوربا باعتبارها الهدف النهائي للمسلمين "!!!
وتبدو الأصابع الصهيونية واضحة في هذه الحملات، فجدار الفصل العنصري لا يزال قائما كالسكين في أحشاء فلسطين المحتلة. فالكاتب الأميركي الصهيوني " هيرب دنينبيرغ " يربط بين الكيان الصهيوني بطريقة خبيثة والغرب " إن هدف المسلمين حاليا ربما يقتصر على النيل من إسرائيل ولكن هدفهم الأساسي يتمثل في السيطرة على أوربا "؟؟؟!!!!
وليس العرب والمسلمون وحدهم الذين تعد لهم الملفات الأمنية في أقبية وزارات الداخلية والاستخبارات، في الغرب، (والشرق) فحسب، بل إنها تشمل المنصفين من الغربيين أيضا. فقد كشفت صحيفة لوموند الفرنسية في وقت سابق، أن الباحث فانسون غيسار، متهم بحب الإسلام، ولهذا السبب "تعرض للمراقبة من قبل أجهزة الدولة البوليسية، تحت غطاء محاربة الإرهاب" مما يؤكد الحقيقة التي ينكرها البعض في الغرب، وهي أن الحرب ضد ما يسمى بالإرهاب هي، في الحقيقة، وليس مجازاً، حرب ضد الإسلام كدين والمسلمين كمجموعة، بقطع النظر عن مدى التزامهم بالإسلام. وكان غيسار قد نشر كتابه "الإسلاموفوبيا الجديدة" وهو من الباحثين المميزين الذين يرفضون الآراء المسبقة عن الإسلام، بتعبير الباحث السياسي كلود روا. وبينما يستعد المسلمون للاحتفال بقدوم رمضان المبارك قام متطرفون بوضع رأس خنزير في مسجد في بلدة تول الفرنسية.وكتب بالقرب منه "لا تلمس خنزيري".
وكانت فرنسا الرسمية التي تقيم الجدر ضد الإسلام من خلال منع الحجاب في المدارس وحظر النقاب، قد منحت جائزة سيمون دي بوفوار إلى الكاتبة المعادية للإسلام تسنيمة نسرين، وهو جدار آخر تقيمه فرنسا بينها وبين الإسلام والمسلمين. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فالكنيسة أيضا منغمسة في هذه الحرب ضد الإسلام والمسلمين إلى نصفها السفلي، فقد عارض الكاردينال أنجيلو بانياسكو رئيس المؤتمر الأسقفي الايطالي تعليم المبادئ الإسلامية في المدارس لأنه-كما قال- "ليس جزءاً من ثقافتنا" مما يعني نفيا للآخر، وإقامة الجدران في وجهه. وهو يعبر عن عدم الثقة في النفس والخوف من انتشار حقائق الإسلام في إيطاليا، والحيلولة بينه وبين الناس بإقامة الجدر النفسية والإعلامية وغيرها. وفي إيطاليا كذلك يجري التحضير لمشروع قانون يشترط إقامة استفتاءات شعبية قبل بناء أي مسجد في البلاد. وهي رسالة موجهة للحكومات في البلاد الإسلامية، لتنسج على نفس المنوال، عند تقديم التراخيص لبناء الكنائس، والتي تبنى من أموال المسلمين، وليس كما هو الحال في الغرب.!!!
ووصل الأمر لبناء الجدران بين القلوب، فالأمين العام لمجلس الأساقفة الإيطاليين المونسنيور ماريانو كروتشاتا، يطالب بمنع زواج المسلمين من الإيطاليات " الزواج بين المسلمين والمسيحيات يجب أن لا يلقى التشجيع ". وقد لا يتسع المقام، للحديث عن الجدران التي أقامتها الرسومات الدانمركية المسيئة، والتي تم مكافأة رئيس وزرائها المعادي بأن أصبح أميناً عاماً لحلف شمال الأطلسي. ولم تحتج على ذلك من الدول الأعضاء في الحلف سوى تركيا.
وفي ذكرى انهيار جدار برلين، تقام جدران ضد المسلمين الأوربيين في البوسنة وكوسوفا وألبانيا، حيث سيسمح للصرب والمونتنغريين والمقدونيين بدخول أوربا بدون تأشيرة، أما المسلمون فليس أمامهم سوى الجدر.
ويُطرد المسلمون في أميركا من وظائفهم عندما يعلم صاحب العمل أو مدير المؤسسة أنهم مسلمون، كما نشرت "أميركا إن أرابيك" عن حادثة من هذه الحوادث وقعت في 26 سبتمبر الماضي بشركة سبرنت. وفي أمريكا نفسها تتواصل الأعمال العنصرية ضد المسلمين، والتي طالت المساجد، ومن ذلك ما ذكره المصدر السابق، من قيام البعض بوضع عبارة "الموت للمسلمين" داخل مركز ومسجد أمريكي في ميرديان أفينو بولاية كارولينا الشمالية. وكان قس أمريكي يدعى تيري جونز قد كتب على كنيسته بالبنط العريض عبارة "الإسلام من الشيطان" وكتبتها بعض الجهات على قمصان وملابس رياضية لكلا الجنسين ومن مختلف الأعمار، فمن هو الذي ينشر الكراهية ويبني الجدران؟!!!
وقد أقر معظم الألمان الذين استُطلعت آراؤهم حول أسباب معاداة المسلمين وإقامة الجدر النفسية بين الألمان والإسلام والمسلمين، بعد مقتل "شهيدة الحجاب" مروة الشربيني أن "الأحكام المسبقة وراء معاداة المسلمين". وفي ألمانيا نظم المتطرفون مؤتمراً سموه "مكافحة الأسلمة" وشارك فيه يهود مؤيدون للكيان الصهيوني.
وربما لهذه الأسباب قال المستشار الألماني السابق هلموت كول (79 سنة) عبارته المشهورة عن اللا إنسانية التي طبعت علاقة الغرب مع نفسه، وعلاقته مع الآخرين، وإن كان الرجل قد حصر نقده في ألمانيا عندما قال " نحن الألمان ليس لدينا أشياء كثيرة جدا في تاريخنا نفخر بها "، رغم كل مظاهر التفوق العلمي والتقني والمادي التي تمتعت بها ألمانيا منذ عهد بسمارك حتى اليوم.