
اعترف جندي بريطاني خلال احتجازه في تحقيق عام في لندن، أمس، إن الانتهاكات ضد المدنيين في العراق كانت “روتينية” وواسعة النطاق.
وأضاف العريف السابق دونالد “بين” انه “تستر حتى الآن” على حجم الانتهاكات التي تعرض لها العراقيون من قبل الجنود البريطانيين بدافع “الولاء الأعمى”.
وأدين بين في عام 2006 على خلفية وفاة موظف استقبال عراقي بأحد الفنادق العراقية يدعى بهاء موسى، حيث أصبح الجندي البريطاني الوحيد الذي تمت إدانته في قضية موسى الذي توفي أثناء احتجازه لدى القوات البريطانية وتبين ان على جسده 93 جرحاً.
واتهم بين ضابط آخر “بركل ولكم” السجناء العراقيين وبالتظاهر بوضع صبي على النار، مشيرًا إلى أن الكولونيل جورج ميندونكا، الذي كان قائد كتيبته في العراق في ذلك الوقت، قد أصبح متهورا ومستعدا لإطلاق النار لأتفه الأسباب خلال خدمته في العراق . وقال في التحقيق “انه كان يسحب مسدسه في كل مناسبة . انه كان يتصرف وكأنه عضو في القوات الخاصة . الجميع كانوا يعرفون سلوكه وكانوا يعلقون عليه” .
ونفى ميندونكا، الذي يعد اكبر ضابط بالجيش البريطاني واجه اتهامات على خلفية قضية موسى، الجيش في عام 2007 التهم الموجهة إليه.
وكانت وزارة الدفاع البريطانية قد أعلنت السبت الماضي انها تحقق في 33 اتهاماً جديداً للقوات البريطانية بارتكاب انتهاكات في العراق.
وكشف تقرير لصحيفة "الاندبندنت" السبت الماضي ان مجموعة من المحامين وجهت رسالة إلى وزارة الدفاع البريطانية تتضمن 33 قضية انتهاك جديدة بحق القوات البريطانية في العراق.
وتتضمن الاتهامات استخدام تقنيات تعذيب قاسية مثل التي استخدمها الجيش الأميركي مع معتقلين عراقيين بينها تعريضهم لهجوم الكلاب البوليسية وتعريتهم والسخرية منهم والتحرش بهم جنسياً.
وهناك قضية حسن هاشم خنياب (35 عاماً) وهو أب لثلاثة أطفال اعتقل عام 2006 وادعى انه تعرض للتعذيب في معسكر بريطاني في الشعيبة ومن ثم للتحرش الجنسي على يد جندية بريطانية. وقال ان الجنود كانوا يمارسون الجنس أمام السجناء.
ووجه شاب عراقي يبلغ من العمر 16 عاماً اتهامات إلى جنود بريطانيين في معسكر شط العرب باغتصابه في مايو' 2003
وتعد أكثر القضايا إثارة للقلق، قضية نصير غلامي عندما ساقه جنود بريطانيون مع رفاقه إلى قاعدتهم حيث أجبروهم على التقاتل وأخذوا يضحكون عليهم ويصورونهم. وبعد ذلك أجبروهم على أن يتكوموا فوق بعضهم البعض وجلسوا فوقهم وهزئوا منهم، في'أبريل 2007.
وقال غلامي ان الجنود أجبروا شاباً عراقياً على خلع ثيابه وتحرشوا به والتقطوا له صوراً. وأضاف انه تعرض للضرب المبرّح على يد الجنود حين رفض الامتثال لطلبهم بالمشاركة في القتال.
وأكد المحامي فيل شاينر الذي يمثل جميع العراقيين ان هناك تشابهاً كبيراً بين الانتهاكات التي ارتكبها الجنود البريطانيون في العراق وتلك التي ارتكبها الجنود الأميركيون، مثيراً احتمال أن يكون المسؤولون البرطانيون قد وافقوا على هذه الممارسات كما حصل مع الأميركيين.