
بدأت عاصمة كوسوفو بريشتينا اليوم السبت تنفيذ إجراءات أمنية مشددة عشية الانتخابات المحلية التي سبقتها عدة حوادث أمنية لمحاولة عرقلتها. وتتخوف السلطات من أن يحاول الصرب المعارضين في شمال البلاد إفساد الانتخابات من خلال تفجيرات تستهدف الأماكن العامة.
وأعلن باكي كيلاني المتحدث باسم شرطة كوسوفو السبت أنه سيتم نشر أكثر من خمسة آلاف شرطي لضمان الأمن وحفظ النظام خلال انتخابات الأحد. وأضاف: "نعتزم حشد أكثر من خمسة آلاف شرطي سيتم نشرهم في كامل أراضي كوسوفو"، مبينا أن معظم عناصر الشرطة هؤلاء سيكلفون بحفظ الأمن قرب مكاتب الاقتراع.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي سجلت فيه العديد من الحوادث دون خطورة تذكر في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية التي انتهت منتصف ليل الجمعة.
وكان آخر هذه الحوادث اكتشاف قنبلة لم تنفجر في مقر الرابطة من أجل مستقبل كوسوفو بزعامة رئيس الوزراء الأسبق راموش هارادينيج في بودوجيفو (شمال)، على ما ذكرت الشرطة السبت. وتم إبطال مفعول القنبلة من قبل عناصر القوة المتعددة الجنسيات للسلام (كفور) التابعة للحلف الأطلسي في كوسوفو، بحسب المصدر ذاته.
والأربعاء الماضي تعرض موكب رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاجي للرشق بالحجارة من قبل متظاهرين في ديكاني غرب كوسوفو بعد أن شارك تاجي في اجتماع عام لأنصار الحزب الديمقراطي.
وفي اليوم التالي وقع حادث في شمال كوسوفو شهد إطلاق نار من مجهولين على سيارة مرشح أبرز أحزاب المعارضة حين كان في طريقه إلى تجمع انتخابي في كوسوفكا ميتروفيتسا المدينة التي تقع شمال كوسوفو والمقسمة إلى قسمين أحدهما ألباني في الجنوب والثاني صربي في الشمال.
وكان قائد كفور الجنرال الألماني ماركوس بانتلر حذر في بداية الأسبوع من أن 13 ألف جندي تابعين لقوته على أهبة التدخل "بأسرع وقت عند الضرورة".
وتمت دعوة أكثر من مليون ونصف مليون ناخب مسجل لاختيار رؤساء بلدياتهم ومساعديهم في 36 مجلسا بلديا بما فيها العاصمة برشتينا. وهو أول اقتراع ينظم في كوسوفو منذ إعلان استقلالها عن صربيا في 17 فبراير 2008.
وفي شمال كوسوفو المحاذي لصربيا المدعوم ماليا من بلغراد يعتزم الصرب الذين يشكلون أغلبية مقاطعة الانتخابات بكثافة.
وفي المقابل دعا الكثير من المتحدثين باسم الصرب في الجيوب التي يجدون فيها أنفسهم معزولين وسط أغلبية ألبانية كبيرة، إلى المشاركة في الانتخابات لتأكيد الحضور الصربي في كوسوفو.
وكانت خطة المبعوث الدولي السابق لكوسوفو مارتي اهتيساري الذي أعدها في 2007 وساعدت على استقلال كوسوفو، تنص على منح الصرب حكما ذاتيا واسعا في مجال الإدارة البلدية في ميادين الصحة والتربية والمالية وحتى بعض المسائل الأمنية.