أنت هنا

27 ذو القعدة 1430
المسلم ـ وكالات

كشف تقرير للجيش الأمريكي عن تزايد في معدلات  الانتحار بين صفوف جيش الاحتلال في أفغانستان وانهيار معنويات عناصره

واعترف الجيش في التقرير الذي نشر امس الجمعة أن العمليات العسكرية في أفغانستان تسبب في تدن معنويات قواته، وأوضح كبير أطباء الجيش، الجنرال أريك شوميكر: "تتواصل معاناة الجنود في أفغانستان مع الإرهاق والإجهاد جراء تكرار النشر في ساحات القتال، إلا أن التقرير أُعد أكثر لناحية التأثير النفسي الذي ينجم عن هذا النشر المتكرر."

وأظهر أن الجنود الذين تكرر نشرهم ثلاثة أو أربعة مرات لأداء الخدمة في أي من العراق أو أفغانستان، تدنت معنوياتهم بشكل ملحوظ كما ارتفعت نسبة معاناتهم من الأمراض النفسية عن سواهم من جري نشرهم هناك مرة واحدة أو اثنين.

وتزامن إصدار "فريق استشارة الصحة العقلية" الذي يصدره الجيش الأمريكي كل عامين، بعد أسبوع من "مذبحة" فورت هود بتكساس التي قضى فيها 13 شخصاً عندما فتح ضابط نيرانه بالقاعدة العسكرية، وعقب إعلان الإدارة الأمريكية الزج بمزيد من القوات الإضافية إلى أفغانستان، حيث تصاعدت حدة القتال مع تزايد هجمات طالبان الدموية خلال الأشهر القليلة الماضية.

ووجد المسح أن معدلات الاكتئاب ومتلازمة الإجهاد ما بعد الصدمة ، ظلت كما هي عند معدلات قريبة من نسبة 2007،  عند 21.4 في المائة هذا العام، مقارنة بـ23.4 في المائة عام 2007، و10.4 في المائة في 2005.

وأوضح التقرير أن القتال الشرس وعمليات الانتشار المتعدد تؤثر نفسيا بشكل كبير على الجنود الأميركيين في أفغانستان، حيث يعاني واحد من بين كل خمسة مقاتلين من ذوي الرتب الصغيرة من مشكلات تتعلق بالصحة النفسية.

وفي السياق ذاته، أظهرت إحصائية تزايد معدلات الانتحار بين أفراد الجيش الأمريكي إلى 133 حالة انتحار مشتبه هذا العام مقارنة بـ115 في أكتوبر 2008، تم تأكيد 90 منها، و43 حالة مازالت بانتظار البت فيها.

وشهد العام الماضي ككل 140 حالة انتحار،  أعلى نسبة مسجلة حتى اللحظة في تاريخ الجيش الأمريكي، الذي بدأ العام الماضي في تطبيق عدد من البرامج الوقائية للتصدي للظاهرة.

ويقول مسؤولون في الجيش الأمريكي إن إرسال أكثر من 20 ألف جندي إضافي إلى مسرح العمليات القتالية خلال الأشهر القليلة الماضية لم يقابله في الجانب الآخر، زيادة في عدد المختصين بالصحة النفسية، وتصل النسبة إلى مختص واحد لكل 1120 جندياً.

وانخفضت الروح المعنوية بين وحدات جيش الاحتلال في أفغانستان لقرابة النصف عن معدلات عامي 2007 و 2005 من نحو 10 في المائة حينئذ إلى 5.7 في المائة هذا العام.