
من المنتظر خلال الساعات القادمة الإعلان عن تشكيلة الحكومة اللبنانية الجديدة بعد موافقة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على تنازلات لصالح المعارضة التي ستحصل على حقائب أساسية ووزراء معينين كانت تطالب بهم. وستضم حكومة الوحدة الوطنية الجديدة وزراء لحزب الله الشيعي.
وظل لبنان دون حكومة فاعلة منذ أن قاد الحريري ائتلافه المناهض لسوريا إلى الفوز في الانتخابات البرلمانية التي جرت في يونيو ضد حزب الله وحلفائه. وظل هؤلاء يعطلون التوصل إلى حكومة وحدة وطنية طيلة الأشهر الماضية في محاولة لفرض اختياراتهم من الوزراء على الأكثرية النيابية.
وتعتبر حكومة مقبولة من جميع الأطراف عاملا أساسيا للحفاظ على الاستقرار في البلاد التي تواجه توترا طائفيا وسياسيا فضلا عن عبء الديون الضخمة والحاجة إلى إصلاح اقتصادي.
وقال سياسيون لبنانيون أن الحريري توصل الآن إلى اتفاق مع المعارضة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.
وأبلغ النائب عقاب صقر الذي يعتبر من المقربين للحريري محطة تلفزيون الجديد أن "الحكومة بحكم المؤلفة وما يجري الآن هو وضع اللمسات الأخيرة وتأليفها لن يتجاوز آخر الأسبوع".
وأعلن زعماء المعارضة بمن فيهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله موافقتهم على الانضمام لحكومة الوحدة الوطنية المقترحه عقب اجتماع عقدوه ليل الجمعة.
وجاء في بيان لحزب الله بعد الاجتماع الذي عقد في مكان سري أن "المجتمعين اتفقوا على السير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفقا للقواعد التي اتفق عليها في حصيلة المفاوضات التي جرت".
والتقى مساعد رفيع للزعيم المسيحي المعارض ميشيل عون -حليف حزب الله- بالحريري في وقت لاحق ونقل إليه قرار المعارضة وقبولها بالحقائب الوزارية التي عرضها عليهم الحريري.
ووصف هاني حمود الناطق باسم رئيس الوزراء المكلف الاجتماع بأنه إيجابي للغاية وقال "أنا أتوقع تشكيل الحكومة قريبا".
لكن مصادر أخرى قالت إن الحريري لم يحصل بعد على أسماء الوزراء الذين رشحهم عون وتوقعت أن تكون الحكومة جاهزة بحلول مطلع الأسبوع المقبل على الأكثر.
وقضى الحريري أكثر من 4 أشهر وهو يحاول إبرام اتفاق مع المعارضة للانضمام إلى حكومة وحدة وطنية. وساعد تحسن العلاقات بين سوريا والسعودية المساندين الرئيسيين للجانبين في الأسابيع الأخيرة على تخفيف حدة الشقاق في بيروت وأدى في نهاية الأمر إلى هذه الانفراجة.
واتفقت الأطراف المتناحرة في يوليو على التقسيم العام للمقاعد في مجلس الوزراء الجديد. ولكن الحريري نجل رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري ناضل من أجل التوصل لاتفاق مع ساسة المعارضة بشأن التفاصيل.
وينصب جوهر هذا الخلاف على مطالب الزعيم المسيحي ميشال عون وهو حليف لحزب الله. ويشغل التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون عددا من المقاعد في البرلمان أكبر مما يشغله أي حزب مسيحي آخر.
ومن المنتظر أن يضم مجلس الوزراء الجديد المؤلف من 30 وزيرا 15 وزيرا من ائتلاف الحريري وعشرة وزراء من المعارضة من بينهم وزيران من حزب الله وسيقوم الرئيس ميشال سليمان بتعيين خمسة وزراء من بينهم وزيرا الداخلية والدفاع.