
أكد إمام أحد المساجد في مدينة سيلفر سبرينج بولاية ميريلاند الأمريكية أن الإسلام ليس مسؤولا عن حادث إطلاق النار الذي وقع في قاعدة فورت هود العسكرية بولاية تكساس الخميس الماضي والذي نفذه جندي مسلم يعمل طبيبا نفسيا بالقاعدة وكان يرتاد ذلك المسجد في السابق.
وقال محمد عبد الله إمام مركز الاتصال الإسلامي في سيلفر سبرينج في خطبة الجمعة أمس التي حضرها مئات المصلين: "نقدم تعازينا وصلواتنا لعائلات الضحايا (...) الإسلام ليس مسؤولا" عن الحادث.
وأمام تهافت المصورين إلى هذا المركز الذي يضم مسجدا وعيادة وخدمات ثقافية واجتماعية، لم يخف المصلون ذهولهم غداة عملية إطلاق النار في القاعدة العسكرية التي أودت بحياة 13 شخصا إضافة إلى 28 جريحا بحسب آخر حصيلة.
وعديدون هم الأشخاص الذين يعرفون الضابط الطبيب النفسي نضال مالك حسن (39 عاما) بعضهم بالوجه فقط، لأنه كان يأتي بانتظام كل يوم جمعة حتى وقت قريب لا يتعدى بضعة أشهر قبل أن يلتحق بقاعدة فورت هود بجنوب البلاد. ويؤكد الإمام عبد الله أنه رآه للمرة الأخيرة في يونيو الماضي.
ووصف بعض المصلين الميجور نضال بأنه "رجل وديع وهادئ جدا. وكان يأتي للصلاة فقط"، فيما أعرب البعض عن اعتقادهم بأن أمر غريب وراء هذه الحادثة، ربما يتعلق بمشكلة نفسية، مشددين على أن "هؤلاء الشباب الذين يذهبون ويعودون من الحرب بحاجة لمساعدة" نفسية.
ولم تعلن السلطات عن أي دوافع للهجوم الذي قتل فيه أيضا الميجور نضال، لكن أحد أبناء عمه أكد أنه كان يشعر بأنه ضحية تنكيل في الجيش بسبب أصوله الشرق أوسطية. والميجور نضال هو ابن لوالدين من المهاجرين من فلسطين، ويعيش جده بمدينة البيرة بالضفة الغربية.
وقال الجد إسماعيل مصطفى حمد (88 عاما) إن من المستحيل أن يكون حفيده ارتكب هذا الأمر. وأوضح أن المرة الأخيرة التي زار فيها جده في الضفة المحتلة قبل نحو عشر سنوات، موضحا أنه كان هو الذي يزور حفيده في الولايات المتحدة منذ ذلك الحين.
واستبعد حمد أي دافع سياسي وراء الهجوم، مشددا على أن نضال اعتاد أن يأتي إلى منزله ليجلس معه ويقوم بتسليته وأنه لم يكن أبدا مهتما بالسياسة ولم يكن حتى يحب مشاهدة التلفاز.
وتعتبر قاعدة فورت هود الأميركية أكبر منشأة عسكرية في العالم. وفتح نضال النار بمسدسين أحدهما نصف آلي، دون سابق إنذار في القاعدة حيث يجري الجنود الأمريكيين فحوصا طبية قبل أن يتم نقلهم للحروب خارج الولايات المتحدة مثل أفغانستان والعراق.