19 ذو القعدة 1430
المسلم ـ وكالات

خرجت في مختلف مدن الضفة الغربية بعد صلاة الجمعة اليوم مسيرات متفرقة قليلة الأعداد نظمتها حركة "فتح" من أجل إعلان دعمها لمحمود عباس عقب إعلانه نيته عدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في ظل عدم اكتراث من المواطنين وضآلة المشاركين.

وتشير ضآلة الأعداد المشاركة في المسيرة الصغيرة إلى فشل حركة "فتح" في تحريك مسيرات مؤيدة للرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته.

كما أكد عدد من  المراقبون على عدم قدرة حركة "فتح" على تحريك الشارع عقب خطاب عباس أمس الخميس، وحاولت اليوم الاستفادة من تجمع المواطنين في صلوات الجمعة من أجل حشد مظاهرات بأعداد كبيرة، ولكن دون جدوى، في رسالة واضحة تدل على عدم تفاعل المواطنين نظرًا لعدم رضاهم عن محمود عباس.

وشوهد أنصار "فتح" وهم يدعون المواطنين إلى المشاركة عبر مكبرات الصوت، ولكن سرعان ما انفضت جموع المصلين دون اكتراث بمسيرات الدعم والتأييد.

وأوضح شهود عيان أنه خلافًا لكوادر "فتح" وأجهزتها الأمنية، فإن هناك لا مبالاة واضحة من مواطني الضفة، وانتكاسة في قدرة حركة "فتح" على حشد الجماهير، مما يعكس أزمة الثقة بينها وبين المواطنين.

من جانبه، أكد مفوض العلاقات الخارجية في حركة "فتح" وعضو لجنتها المركزية نبيل شعث، أن رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس يمر بمأزق سياسي كبير؛ نتيجة تخلي الإدارة الأمريكية وتراجعها عن وعدها إياه بوقف "الاستيطان".
 
وقال شعت في حديثٍ للصحفيين في مدينة رام الله المحتلة الخميس: "إن إدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما تراجعت عن التزاماته تجاه عملية السلام؛ ما وضع سلطة رام الله في مأزق سياسي كبير، مشيرًا إلى أن عباس يشعر من جرَّاء ذلك بـ"إحباط كبير".

في المقابل، أكد القيادي في حركة "حماس" الأسير رأفت ناصيف أن خطاب الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس يعبر عن "حالة مأزومة تعيشها المقاطعة في رام الله بعد أن تنكرت لوعودها وانساقت منحازة إلى الموقف الصهيوني الرافض لوقف الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
 
وأوضح ناصيف في رسالة سربت من سجنه في مجدو الجمعة :" ما يقوم به ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية اللادستورية والمنتهية الصلاحيات من تحشيد للفصائل والتربص باسمها ضد المقاومة وحركة حماس يعد عبثاً بالنسيج الوطني الفلسطيني وليست بأقل من أعمال صبيانية ولكنها تعمق الشرخ الفلسطيني الحاصل".
 
ومن جهته، أكد  الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس أن خطاب الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس والذي لوح فيه بعد الترشح لولاية رئاسية جديدة دليل على الأزمة التي يمر بها فريق التسوية الذي يقوده عباس بنفسه.
 
وقال أبو زهري في تصريح صحفي: "تلويح محمود عباس بعدم رغبته الترشح لولاية رئاسية جديدة شأن فتحاوي داخلي لا يعنينا وهذا يأتي مع تأكيدنا بأن لا انتخابات دون توافق فلسطيني مسبق" .
 
وأضاف أبو زهري: "محاولة عباس التهجم على حركة حماس بتحميلها المسئولية هو تهرب من المسئولية وكأن لسان حاله يقول رمتني بدائها وانسلت، وكان الأولى به أن يعترف بالحقيقة بأن نهج التسوية قد فشل وقد وصل إلى طريق مسدود ولا بد من إعادة الاعتبار لخيار المقاومة" .
 
وأوضح الناطق باسم حماس أن محاولة عباس إعطاء انطباع أنه منزعج من الموقف الأمريكي والصهيوني في الحقيقة ليس له قيمة إلا بإجراءات عملية تنهي الملاحقة للمقاومة وتعيد لها الاعتبار وأيضا خطوات عملية لاستعادة الوحدة الفلسطينية وفي مقدمتها الإفراج عن المعتقلين في سجونه، وقال: " وفي جميع الأحوال خطابه لا يتعدى كونه رسالة عتب منه لأصدقائه الأمريكان والصهاينة بعد أن تخلو عنه" .
وكان عباس أكد أن قراره عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة لم يأتِ من باب المناورة أو المساومة، مطالبا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح بتفهمه.
 
وأوضح الرئيس في خطاب مقتضب وجهه للشعب الفلسطيني والحكومة الصهيونية والعرب والمجتمع الدولي، أنه ابلغ اللجنتين المركزية والتنفيذية قراره بعدم خوض الانتخابات، معبرا عن تقديره لمواقفهم المعارضة، وطالبا تفهم رغبته.