أنت هنا

16 ذو القعدة 1430
المسلم/ متابعات

أكد باحث أمريكي متخصص بالصراعات في أفريقيا أن حكومة الخرطوم بريئة من الإبادة الجماعية في إقليم دارفور, مشيرا إلى أن هناك عوامل عديدة جعلت من الصراع في دارفور حالة استثنائية مقارنة بباقي النزاعات في العالم التي كانت أكثر منها فظاعة.

وقال الباحث, الذي ينحدرمن أصول أوغندية ويعمل كأستاذ للأنثروبولوجيا والعلوم السياسية بجامعة كولومبيا الأمريكية: إن الغرب ركز على أن الصراع في دارفور لا يتعدى القتل وحرق الأراضي وانتهاك الحقوق، دون أي إشارة إلى أسبابه أو تفسير لحيثياته.

كما عبر عن صدمته إزاء المعاملة الاستثنائية للصراع بدارفور متسائلا عن الأسباب الكامنة وراء ذلك رغم أن القارة الأفريقية والعالم عرف حروبا وصراعات أشد وطأة ومن بينها الإبادة في رواندا وليبيريا وساحل العاج وشمال أوغندا.

وخلال الندوة التي نظمتها المؤسسة العربية للديمقراطية وعقدت بالعاصمة القطرية الدوحة لتقديم كتابه "المنقذون والناجون.. دارفور، السياسة، الحرب على الإرهاب" قال الباحث محمود الممداني: إن بعض وسائل الإعلام عملت على رسم "القاتل عربيا والضحية أفريقيا".

وأوضح أن المنظمات الإنسانية هولت وضخمت في أعداد ضحايا العنف بدارفور، مستشهدا بتقارير لمنظمة الصحة العالمية أكدت أن نحو 80% من الضحايا كانوا من النساء والأطفال توفوا لأسباب خارجة عن العنف المباشر.

وأضاف: إن العنف كان سببا غير مباشر في سقوط هؤلاء الضحايا الذين أحصوا من قبل المنظمات الإنسانية كقتلى بسبب المعارك، بيد أن الأسباب المباشرة لموتهم سبقت اندلاع القتال ومن بينها التصحر والجفاف والمجاعة ونقص الأدوية, على حد قوله.

وأكد الباحث في كتابه أن صراع دارفور لم يكن في البداية سوى خلاف بين السكان على الأراضي الرعوية نشب بعد جفاف ضرب المنطقة أواخر ثمانينيات القرن الماضي.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت أمرا باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بدعوى مسؤوليته عن ارتكاب جرائم إبادة في إقليم دارفور.