أنت هنا

15 ذو القعدة 1430
المسلم- وكالات

أسفرت زيارة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية اليوم إلى تل أبيب ورام الله عن مزيد من الضغوط وطلبات وبمزيد من التنازلات الفلسطينية. وأبلغت الوزيرة الجانب الفلسطيني أن عليهم التخلي عن شرط وقف الاستيطان قبل بدء المفاوضات، مؤكدة أنها تؤيد هذا الاقتراح.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد حث السلطة الفلسطينية التي تتفاوض معه على "التحلي بالهدوء" والتخلي عن شرط تجميد الاستيطان قبل استئناف المحادثات المتوقفة منذ الحرب "الإسرائيلية" على غزة في ديسمبر الماضي.

وأيدت كلينتون وجهة النظر "الإسرائيلية" بأن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة "يجب ألا يكون عائقا أمام استئناف المحادثات".

واقترح نتنياهو قصر البناء حاليا على نحو ثلاثة آلاف منزل للمستوطنين أقرت سلطات الاحتلال بالفعل بناءها في الضفة الغربية، إلى جانب استمرار البناء في القدس الشرقية الذي لا يعتبره نتانياهو استيطانا.

ويعتبر استمرار البناء في القدس الشرقية أكبر خطر يهدد القدس المحتلة؛ فهو يؤدي في نهاية المطاف إلى فصل القدس عن جسد الضفة الغربية، وحاطتها من كل الجهات بمستوطنات يهودية.

ويعتبر الموقف الأمريكي بمثابة تراجع عن وعود سابقة، وكان أوباما قد طالب "إسرائيل" في بداية فترته الرئيسية بـ"تجميد" الاستيطان قبل المفاوضات، ثم تراجع ليقتصر طلبه على "تقييد" البناء في المستوطنات.

وتعتبر تصريحات كلينتون اليوم بدعمها لبدء المفاوضات دون شرط وقف الاستيطان، تراجعا مجددا في موقف الولايات المتحدة.

ومن جانبه، قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس إن "حالة الجمود والشلل جاءت نتيجة التعنت الإسرائيلي والتراجع الأمريكي. ليس هناك أفق لأية مفاوضات قريبة وهنالك جهود أمريكية مستمرة تنتقل بين الجانبين حتى الآن لم تؤد إلى نتيجة".

وأضاف "عملية السلام تسير في طريق مسدود. قريبا سنتوجه إلى العالم العربي لوضعهم في الصورة على مستوى وزراء الخارجية العرب. طلبنا عقد اجتماع للجنة المتابعة العربية لبلورة موقف فلسطيني عربي موحد للحركة في المرحلة القادمة".

ويتعرض عباس لضغط داخلي مكثف من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة وقد يتسبب اي تنازل بشأن المستوطنات في ضرر سياسي له قبيل الانتخابات الفلسطينية التي اتخذ قرارا من جانب واحد بأن تجرى في 24 يناير القادم. ورفضت حماس إجراء الانتخابات.

وترفض حماس وحركات المقاومة الفلسطينية وغالبية الشعب الفلسطيني التفاوض مع الاحتلال "الإسرائيلي" على اعتبار أنها لم تفض إلا إلى مزيد من التنازلات على مدار تاريخ القضية.