أنت هنا

14 ذو القعدة 1430
المسلم- متابعات

ألقى الرئيس المصري محمد حسني مبارك خطابا مساء السبت أمام المؤتمر السنوي السادس للحزب الوطني الديمقراطي الذي يتزعمه. وفيما قال مبارك إن الانتخابات المقبلة لن تكون سهلة، امتنع عن التطرق إلى قضية ترشيح نفسه. يأتي ذلك فيما أفصح قادة بالحزب عن جهود لمعالجة "الأخطاء" التي أدت إلى تحقيق جماعة الإخوان المسلمين مكاسب في الانتخابات السابقة.

أقر الرئيس المصري محمد حسني مبارك رئيس الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر بصعوبة الانتخابات التشريعية العام المقبل، قائلا: "يخطيء من يتصور أن الانتخابات المقررة العام المقبل ستكون سهلة".

وتجرى الانتخابات التشريعية في مصر عام 2010 بعد خمسة أعوام من الانتخابات الماضية التي أجريت عام 2005 وفازت جماعة "الاخوان المسلمون" فيها بحو خمس مقاعد البرلمان، وسيشهد العام المقبل أيضا انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى، ويشهد عام 2011 انتخابات رئاسية.

وقال مبارك خلال المؤتمر الذي يعقد تحت شعار "من أجلك أنت": "إننا مقبلون على عام حاسم من العمل الحزبي والوطني"، موضحا أن الحزب الحاكم سيعمل على إجراء انتخابات نزيهة وحرة. وقانونيا، تتولى الحكومة المسؤولية عن الانتخابات لكن ساد لدى مسؤولي الحكومة والحزب الخلط بين المهام.

ومضى يقول: "يؤمن الحزب الوطني بالتعددية الحزبية وأنه وباقي الأحزاب في قارب واحد يسعون فيه لهدف واحد وإن تعددت الآراء" ، مؤكدا ترحيب الحزب الحاكم بالمعارضة.

ولم يذكر مبارك (81 عاما) الذي يرأس مصر منذ 28 عاما إن كان سيرشح نفسه في الانتخابات التي ستجرى في عام 2011، خاصة مع احتدام الجدل والتكهنات في الأوساط المصرية باحتمال سعيه لنقل السلطة لابنه جمال (45 عاما) الذي يتولى منصبا رفيعا في الحزب.

من جهته، قال أمين التنظيم في الحزب الوطني أحمد عز في كلمة في افتتاح المؤتمر إن الحزب سيعالج أخطاء وقعت في الانتخابات التشريعية الماضية وتسببت في مكاسب انتخابية لجماعة الاخوان المسلمين المعارضة والتي تحظر الحكومة أنشطتها.

وشغل أعضاء في الجماعة 88 مقعدا في مجلس الشعب في الانتخابات التي أجريت عام 2005 وبرزت الجماعة كأقوى قوة معارضة في مصر منذ قيام ثورة يوليو تموز عام 1952. وحققت الجماعة هذه المكاسب رغم عمليات التزوير التي شابت العملية الانتخابية إلى جانب التضييق الأمني والمواجهات التي أسفرت عن مقتل عدد من الناخبين.

وقال عز: "ارتكبنا أخطاء في 2005 وتعلمنا منها.. لا يمكن أن نقبل بالتفتيت الذي كان.. تفتيت الأصوات يساوى خسارة المقاعد".

ويشير عز إلى تقدم أكثر من مرشح للحزب على المقعد الواحد في كثير من الدوائر في الانتخابات الماضية بسبب رفض أعضاء الالتزام بالترشيحات الرسمية للحزب. وأضاف "لن نقبل إلا بمرشح واحد لمقعد واحد... ولن نعطي المعارضة المقاعد على أطباق من الفضة".

ووقعيا، فإن المرشحين الذين أقرهم الحزب وفازوا في الانتخابات مكنوا الحزب من الحصول على نحو 36% فقط من المقاعد، لكن أعضاء الحزب الذين فازوا في الانتخابات بعد خوضها خارج إطار الحزب انضموا بعد الانتخابات إليه، الأمر الذي أعاد للحزب الأغلبية في البرلمان.

وقالت جماعة الاخوان المسلمين إنها ستخوض جميع الانتخابات المقبلة برغم عقبات تقول إن الحكومة وضعتها أمام ترشيح أعضاء منها لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى وانتخابات المجالس المحلية الماضية.

ويتوقع أن تقع خلال الترشيح والاقتراع للانتخابات المقبلة أعمال عنف خاصة إذا فرضت قيود صارمة على ترشيح أعضاء الجماعة أو حملات الدعاية لهم.