
حث زعيم جنوب السودان سلفا كير أهالي الجنوب على التصويت من أجل الانفصال عن الحكومة المركزية خلال الاستفتاء المقرر إجراؤه لتقرير مصير المنطقة، وهي المرة الأولى التي يدعو فيها علنا إلى الانفصال عن الحكومة التي يشغل فيها منصب نائب الرئيس.
وكانت الحكومة قد سمحت بإجراء تصويت في الجنوب حتى يقرر السكان ما إذا كانوا يريدون الانفصال عن السودان أم الإبقاء على وحدة البلاد، وجاء ذلك في إطار اتفاق للسلام في يوليو 2005 أنهى أكثر من عقدين من الحرب الأهلية مع الشمال. ونص الاتفاق أيضا على حث الشعب على ترغيب الناخبين في الوحدة.
وحتى الأمس كان سلفا كير يلتزم الخط الرسمي وهو تعزيز التأييد للوحدة. لكنه قال اليوم في في قداس بجوبا عاصمة الجنوب عقد من أجل إطلاق حملة للانتخابات المقررة في عام 2010 والاستفتاء في عام 2011: "عندما تصلون إلى صناديق الاقتراع يكون الاختيار لكم.. (إذا كنتم) تريديون أن تصوتوا من أجل الوحدة حتى تكونوا (مواطنين) من الدرجة الثانية في بلدكم فذلك هو اختياركم".
وأضاف: "إذا كنتم تريدون التصويت للاستقلال لتكونوا أحرارا في بلدكم المستقل فذلك اختياركم وسوف نحترم اختيار الشعب".
ومن المتوقع أن تزيد هذه التصريحات الضغوط على العلاقة المتوترة أصلا بين حركة تحرير السودان التي يتزعمها كير وحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، حيث أن اتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية بين الجانبين شهد وعودا من الجانبين بشن حملة هدفها ترغيب الناخبين في الوحدة.
وتتصاعد التوترات السياسية في السودان قبل أول انتخابات تعددية تجرى منذ أكثر من 20 عاما، والمنصوص عليها في اتفاق السلام والتي من المقرر إجراؤها في إبريل 2010.
ومن المقرر بدء تسجيل الناخبين للتصويت يوم غد الأحد.
وجاءت تصريحات كير في الوقت الذي وصل فيه المبعوث الأمريكي للسودان سكوت جريشن إلى جوبا لبدء محادثات تستغرق يومين مع قاد الجنوب.
ويجري جريشن اجتماعات مع زعماء الشمال والجنوب ويحثهم على حل النقاط العالقة في اتفاق السلام بما في ذلك تفاصيل الاستفتاء والدوائر الانتخابية والموقف بالنسبة للحدود بين شمال السودان وجنوبه.
وقال مسؤولون سودانيون إنه من المقرر أن يزور الخرطوم يومي الاثنين والثلاثاء.