
أعلنت الشرطة البوسنية اعتقال ثلاثة من صرب البوسنة للاشتباه في تورطهم بمجزرة سربرنيتشا ضد المسلمين عام 1995 والتي تعتبر من أبشع المجازر في تاريخ أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وجاء الإعلان على لسان المتحدث باسم مكتب النيابة العامة في العاصمة البوسنية سراييفو الذي أكد إلقاء القبض على كل من دوسكو جيفتش وزوران إيليتش في سربرنيتشا يوم الأربعاء الماضي على يد عناصر قسم الحماية والتحقيق، فيما اعتقل الثالث ويدعى مندلييف ديوريتش في بلدة بليجينا الواقعة شمال شرق البوسنة.
وأوضح المتحدث باسم النيابة العامة البوسنية أن الموقوفين الثلاثة كانوا عناصر في الشرطة الصربية السابقة وتم اعتقالهم بناء على أوامر من المدعي العام على خلفية الاشتباه في تورطهم بجرائم حرب في سربرنيتشا.
وكانت قوات صرب البوسنة قد قامت تحت قيادة الجنرال راتكو مالاديتش بقتل قرابة ثمانية آلاف مسلم بوسني عقب سقوط بلدة سربرنيتشا التي كانت تخضع لحماية الأمم المتحدة.
واستمعت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في وقت سابق إلى تسجيلات صوتية يتوعد فيها زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش بإبادة ثلاثمائة ألف من مسلمي بلاده.
ونقلت صحيفة ذي تايمز البريطانية في تقرير نشرته عن كراديتش قوله بأحد التسجيلات الصوتية "عليهم أن يدركوا أن هنالك عشرين ألف صربي مسلح بأنحاء سراييفو... سيكون موقفا أشبه بمرجل أسود يموت فيه ثلاثمائة ألف مسلم". وأضاف "هؤلاء الناس سيختفون من على وجه البسيطة".
وكانت تلك التسجيلات عبارة عن مكالمات تلفونية دارت بين كراديتش وبعض حلفائه، وأظهرت مقدار الغضب العارم الذي يكنه لزعماء المسلمين الذين تجرؤوا على مقاومة خطة تقسيم العاصمة البوسنية سراييفو.
وأوضحت الصحيفة أن التهديدات المرعبة التي أطلقها زعيم صرب البوسنة قبل ارتكاب أسوأ أعمال وحشية تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ما تزالت أصداؤها تتردد في جنبات قاعة المحكمة.
وأضافت الصحيفة أن كراديتش أظهر ازدراءه للمحكمة التي تنظر في تهم موجهة ضده، بأن رفض مرة أخرى المثول أمامها.