
انتقدت شخصيات فرنسية مماطلة السلطات الفرنسية في منح ترخيص رسمي لمؤسسة "النجاح" التعليمية الواقعة في مدينة أوبرفيلييه شمال العاصمة باريس، والتي تعد أقدم مدرسة إسلامية أهلية بفرنسا، وتواجه خطر الإغلاق بسبب أزمة مالية تخنقها.
وأشارت هذه الشخصيات إلى أن هذا التقاعس يهدف إلى منع المؤسسة من الحصول على دعم مالي من الحكومة التي تمول المدارس "المسيحية" واليهودية الخاصة في البلاد تمويلا جزئيا.
وقال مدير المؤسسة خالد واريديل: إنها تعاني عجزا ماليا كبيرا ومديونية ثقيلة نتيجة رفض إدارة التعليم المحلية توقيع شراكة معها حتى يتسنى لها الاستفادة من الدعم الذي تقدمه الحكومة للمؤسسات التعليمية الدينية الخاصة.
واستغرب واريديل موقف سلطات بلاده من المؤسسة، على الرغم من أنها حققت منذ إنشائها في 2001 نتائج متميزة.
وأشار إلى أن نسبة نجاح طلابها في امتحانات شهادة الإعدادية الفرنسية 100%، باستثناء عام واحد تعثرت فيه طالبة واحدة "لأنها أجبرت على خلع حجابها قبل دخول قاعة الامتحان التابعة لإحدى المؤسسات الحكومية, وفي العام 2008 أشادت الصحافة الفرنسية بنجاح كل طلاب المدرسة الذين شاركوا لأول مرة في امتحان شهادة الثانوية العامة (البكالوريا).
وتدرس المؤسسة مناهج التعليم الفرنسية الرسمية في كل المواد، إلا أنها تتميز بكون تعلم اللغة العربية فيها إجباريا، كما أنها تدرس مادة التربية الإسلامية التي يسمح لغير المسلمين بالغياب عن حصصها.
ويرى واريديل أن متاعب مدرسته المالية تعود إلى خوف بعض الأوساط الفرنسية من استمرار تجربة المؤسسة وتوسعها، مشيرا إلى أن وزارة التعليم لا تستطيع إغلاق المدرسة لأن وجودها ومضامين تعليمها غير مخالفة للقانون، لكنها تريد دفعنا إلى الإفلاس من خلال منعنا من حقنا في الدعم الحكومي.
من جهته, وصف النائب البرلماني دانيال جولدبرج، وصف تعامل الإدارة الفرنسية مع المدرسة بأنه "غير عادي"، معتبرا أنه كان من واجب وزارة التعليم الفرنسية تقديم دعم مالي للمدرسة بعد خمس سنوات من بدء الدراسة فيها.
واستنكر عمدة مدينة أوبرفيلييه جاك سالفاتور, الظلم الذي تتعرض له المؤسسة، مؤكدا أن السلطات تتعامل معها بشكل يختلف عن التعامل الذي تحظى به المدارس الكاثوليكية في البلاد، وأن الهدف من كل ذلك هو خنق المدرسة من الناحية المالية.