أنت هنا

11 ذو القعدة 1430
المسلم ـ وكالات

استمعت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في جلسة الأمس إلى تسجيلات صوتية يتوعد فيها زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش بإبادة ثلاثمائة ألف من مسلمي بلاده. 
ونقلت صحيفة ذي تايمز البريطانية في تقرير نشرته اليوم عن كراديتش قوله بأحد التسجيلات الصوتية "عليهم أن يدركوا أن هنالك عشرين ألف صربي مسلح بأنحاء سراييفو... سيكون موقفا أشبه بمرجل أسود يموت فيه ثلاثمائة ألف مسلم". وأضاف "هؤلاء الناس سيختفون من على وجه البسيطة".

وكانت تلك التسجيلات عبارة عن مكالمات تلفونية دارت بين كراديتش وبعض حلفائه، وأظهرت مقدار الغضب العارم الذي يكنه لزعماء المسلمين الذين تجرؤوا على مقاومة خطة تقسيم العاصمة البوسنية سراييفو.

وأوضحت الصحيفة إن التهديدات "المرعبة" التي أطلقها زعيم صرب البوسنة قبل ارتكاب أسوأ أعمال وحشية تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ما تزالت أصداؤها تتردد في جنبات قاعة المحكمة.

وأضافت الصحيفة أن كراديتش أظهر ازدراءه للمحكمة التي تنظر في تهم موجهة ضده، بأن رفض مرة أخرى المثول أمامها أمس.

ورفض الزعيم الصربي تقديم دفاعه عن تهمتين موجهتين ضده وتسع جرائم حرب أخرى اتهم فيها بأنه كان العقل المدبر للنزاع الدموي في البوسنة خلال الفترة من 1992 إلى 1995 والذي لقي فيه مائتا ألف شخص مصرعهم.

وفي المقابل، رفض قضاة محكمة لاهاي أن تؤدي مقاطعة كراديتش إلى مزيد من التعطيل في الإجراءات القضائية، وهي فرصة استغلتها هيئة الادعاء أحسن استغلال.

وكاراديتش متهم بارتكاب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب البوسنة بين العامين 1992 و1995.

وفي محضر الاتهام، تهمتان بارتكاب إبادة في الأشهر الأولى من الحرب، وقتل أكثر من 7 آلاف مسلم في سريبرينيتسا في يوليو 1995. كما يتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، هي التصفية والقتل والتعذيب والاغتصاب والطرد في 19 بلدية بوسنية وفي سربرينيتسا، وخلال حصار ساراييفو الذي قتل خلاله 10 آلاف شخص.

يذكر أن التسجيلات التي تم الكشف عنها لن تكون كافية لإدانة كراديتش بارتكاب مذابح ما لم يثبت بالدليل وجود علاقة مباشرة له بالفظائع التي ارتكبتها قوات صرب البوسنة، ومن بينها مقتل ما يربو على ثمانية آلاف من الرجال والصبيان في أحد مقار الأمم المتحدة بمدينة سربرنيتشا وفقًا للصحيفة.

وسيكون الناجون وأقارب الضحايا من بين الشهود الذين سيدلون بشهاداتهم أمام المحكمة, والتي يتوقع لها أن تستمر إلى ثلاثة أعوام.