
قدم الدبلوماسي الأمريكي ماثيو هوه استقالته ليكون أول مسؤول رسمي أمريكي يستقيل احتجاجا على الحرب الأمريكية على أفغانستان المندلعة منذ ثمانية أعوام.
ويعتبر ماثيو واحدا من أكبر المسؤولين الأمريكيين العاملين في ولاية زابل الأفغانية، وهي أحد المعاقل الرئيسية لحركة طالبان.
وأرسل ماثيو رسالة إلى الإدارة الأمريكية في العاشر من سبتمبر الماضي عبر فيها عن عدم اقتناعه بالسياسة الأمريكية في أفغانستان. وقال في رسالته: "لدي شكوك ومخاوف حول إستراتيجينا الحالية في أفغانستان وكذلك خططنا المستقبلية، ومع ذلك فإن السبب الرئيسي الذي دفعني للاستقالة هو ليس طريقة إدارتنا للحرب هناك ولكن أي نهاية تنتظرنا".
بدوره قال الموفد الأمريكي الخاص إلى باكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك إن رسالة ماثيو التي بعث في سبتمبر الماضي أخذت على محمل من الجد، "لأنه موظف جيد وجاد".
وكان هولبروك قد أقنع ماثيو بأن يواصل عمله في الإدارة الأمريكية على أمل أن يكون قادرا على إحداث تغيير في السياسة الأميركية بالنسبة لأفغانستان، لكنه عاد وغيّر رأيه وقرر الاستقالة نهائيا.
وتأتي استقالة ماثيو في الوقت الذي قال فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما: إنه غير متسرع في اتخاذ قرار بإرسال قوات إضافية إلى أفغانستان.
وأضاف في كلمة له أمام عدد من جنود البحرية في جاكسونفيل بفلوريدا حيث تم تأبين العسكريين والمدنيين الذين قتلوا في حادثي سقوط مروحيات في أفغانستان أمس: "لن أتعجل في القرار بإرسالكم إلى الخطر، لن أجازف بأرواحكم إن لم يكن ذلك ضرورة حتمية، وإذا كان ذلك ضروريا فسندعمكم حتى النهاية".
وتابع: إن "من واجب الأمة مواصلة عمل هؤلاء، وذلك من خلال الحفاظ على أمن الولايات المتحدة", على حد قوله.
وأشار إلى أنه "لن يتردد أبدا في استخدام كل الوسائل بما في ذلك القوة من أجل تحقيق ذلك الهدف".
ويجري أوباما منذ أسابيع مناقشات مع طاقمه الخاص بالأمن القومي لإجراء مراجعة شاملة لإستراتيجية الولايات المتحدة في أفغانستان.