
تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" تطويق المسجد الأقصى المبارك اليوم الأحد وذلك بعد مواجهات عنيفة مع مقدسيين تصدوا لمحاولة شرطة الاحتلال إدخال متطرفين يهود صباح اليوم لأداء طقوس دينية بمناسبة ما يسمونه "يوم صعود الرمبام إلى جبل الهيكل".
ومنعت قوات الاحتلال أداء صلاة الظهر في المسجد الأقصى بعد أن اقتحمت الحرم للمرة الثانية من باب المغاربة، وأغلقت المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة على من فيه، ومنعت رفع الآذان عن طريق قطع التيار الكهربائي عن الحرم.
وقالت مصادر فلسطينية إن عشرات المعتصمين داخل المسجد المبارك أصيبوا بينهم حوالي 20 فتاة وامرأة، فيما اعتقل العشرات ومن بينهم المسؤول الأسبق عن ملف القدس في الحكومة الفلسطينية حاتم عبد القادر.
وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال عادت لاقتحام المسجد بشكل مباغت بعد أقل من نصف ساعة من انسحابها من ساحاته لتكثف من تواجدها داخله وفي محيطه.
ومن جانبها، دعت الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية أهالي القدس والأراضي المحتلة عام 1948 ومن يستطيع من الضفة الغربية إلى الزحف نحو المسجد الأقصى والمرابطة فيه، والوقوف في مواجهة محاولة تدنيسه.
ونقل "المركز الفلسطيني للإعلام" بيانا للحكومة طالبت فيه "منظمة المؤتمر الإسلامي" بعقد جلسة طارئة لـ"لجنة القدس" لاتخاذ التدابير والآليات لحماية الحرم. كما دعت إلى عقد جلسة طارئة لـ"مجلس الجامعة العربية" على مستوى القمة أو وزراء الخارجية.
وحثت وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية على التركيز على الأحداث في الحرم القدسي؛ لأن ما تسعى إليه قوات الاحتلال هو تطبيع الذهنية المحلية والعربية على دخول المسجد وتدنيسه؛ باعتباره روتينًا، وجعل المواجهات في الأقصى أمرًا اعتياديًّا يوميًا؛ لذلك فإن استمرار إثارة هذه القضية يفشل هذا المخطط الخبيث الذي يمهِّد لما هو أكبر وأخطر قادم.
وبدورها، أدانت منظمة المؤتمر الإسلامي اقتحام الأقصى والاعتداء على المصلين، واعتبر أمين عام المنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو أن تزايد الاعتداءات "الإسرائيلية" على مقدسات المسلمين يستوجب وقفة جادة للأمة، داعيا المجتمع الدولي إلى العمل على حمل "إسرائيل" على الالتزام بالقانون الدولي ووقف اعتداءاتها على الأماكن المقدسة.
كما حمل رئيس الهيئة الإسلامية العليا في الأراضي الفلسطينية المحتلة الشيخ عكرمة صبري النظم العربية والإسلامية مسؤولية الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس، رافضا تهرب العرب والمسلمين من مسؤوليتهم عن القدس. ودعا الدول العربية والإسلامية إلى الاجتماع سريعا في قمة تخصص للأقصى فقط دون غيره، لبحث الاعتداءات الصهيونية وسبل مواجهتها.
ومن جانبه، أدان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الاعتداءات "الإسرائيلية"، وقال: "لأول مرة يغلق الجيش الإسرائيلي أبواب المسجد القبلي بالجنازير، ويمنع الآذان داخل باحات المسجد ويقتحمه لفترة طويلة"، مؤكدا أن "هذه الممارسات تأتي كخطوة لتقسيم المسجد الأقصى وفرض طقوسهم الدينية في المسجد".
وحيا مشعل المعتصمين في الأقصى من أهلها ومن عرب الداخل، والمسيحيين الذين اعتصموا داخل المسجد للدفاع عنه، مؤكدا على "أن القدس عندنا هي كل القدس بأرضها وأهلها وبرمزيتها الإسلامية، ولا حق لليهود فيها، وأن مصير القدس لن يحسم في ميزان المفاوضات وإنما في ميزان المواجهة والمقاومة".
ودعى الدول العربية والإسلامية وخاصة تركيا، للدفاع عن القدس، مطالبا الموقف الرسمي الفلسطيني أن يكون بمستوى القدس.
ومن جانبه، واعتبر الشيخ د. يوسف القرضاوي أن تجدد الاعتداءات "الإسرائيلية" على المسجد الأقصى هدفه ترويض العرب والمسلمين ليعتادوا على اقتحامه تمهيدا لإيجاد موطئ قدم فيه.
وقال في تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية إن سلطات الاحتلال والمستوطنين تمهد للاستيلاء على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ثم تقسيمه كما فعلوا بالحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد القرضاوي أن المسجد الأقصى ليس "المكان المسقوف" بل كل المساحة الواقعة وراء السور والتي تقدر بنحو 140 ألف متر مربع. وقال "لا يجوز أن يتعودوا على الاعتداء على الأقصى ونحن صامتون".
واعتبر أن مسؤولية حماية الأقصى تقع على ثلث مليار عربي وأكثر من مليار مسلم وعلى المسؤولين العرب رؤساء وأمراء وملوك.
وحث القرضاوي على تحرك كل من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ورئيس لجنة القدس في المنظمة ملك المغرب محمد السادس "الذي يحمل مسؤولية خاصة". ودعا ملك السعودية وأمير قطر والرئيسين السوري والإندونيسي ورئيسي وزراء تركيا وماليزيا كذلك للتحرك.
وعلى الصعيد نفسه حذرت الرئاسة الفلسطينية من "تداعيات خطيرة" للمواجهات بين المصلين الفلسطينيين والشرطة "الإسرائيلية" في باحات المسجد الأقصى. وطالب نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية في بيان صحفي الحكومة "الإسرائيلية" بوقف كافة الإجراءات "الاستفزازية" بحق الفلسطينيين في القدس.
كما ناشد شيخ الأزهر العالم أجمع والدول الإسلامية والعربية، خاصة بالوقوف بقوة بجانب الفلسطينيين الذين يدافعون عن المسجد الأقصى ثالث الحرمين وأولى القبلتين، وأن يقدموا كل أشكال العون والمساعدة لتعزيز صمودهم فى مواجهة الإجراءات "الإسرائيلية".
وطالب طنطاوى الإخوة الفلسطينيين الذين يسكنون حول المسجد الأقصى أو بالقدس أن يقابلوا هذا العدوان بالدفاع المستميت عن المسجد الأقصى، وأن يقفوا صفا واحدا بعيدا عن أى خلافات للتصدى للاعتداءات "الإسرائيلية" على المسجد وعلى الحقوق الفلسطينية.