
أعلن الزعيم الصربي السابق رادوفان كرادجيتش المتهم بارتكاب جرائم إبادة بحق مسلمي البوسنة والكروات، أنه سيقاطع جلسة محاكمته المقررة غدا في محكمة الجزاء الدولية بدعوى أن دفاعه ليس جاهزا، وهو ما يترك قضاة المحكمة أمام خيارات ستؤدي جميعها إلى تأجيل المحاكمة عدة أشهر.
وكان مقررا أن تبدأ المحكمة النظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة بمحاكمة الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة كرادجيتش.
وأعلن كرادجيتش (64 عاما) في رسالة إلى قضاة المحكمة أنه سيقاطع الجلسة. وكتب كرادجيتش في وثيقة نشرها محاميه بيتر روبنسون: "أبلغكم في هذه الرسالة أن دفاعي ليس جاهزا للمحاكمة التي ستبدأ في 26 أكتوبر لذلك لن أحضر في هذا التاريخ".
وأضاف: "لن أمثل أمامكم"، مؤكدا أنه "غارق" تحت مليون صفحة من ملف الاتهام الذي يضم الأدلة التي تدينه. واعتقل كرادجيتش في يوليو 2008 في بلغراد بعد فرار استمر 13 عاما. ويزعم كرادجيتش أنه برئ من هذه التهم.
وبإعلانه الامتناع عن حضور المحاكمة صباح الاثنين، فقد بات القضاة في وضع حساس بحسب ما يؤكد خبراء القانون الجزائي الدولي. ويستطيع القضاة تعيين محام للدفاع عن مصالح المتهم أمام المحكمة، لكن ذلك سيؤدي إلى تأخير يستمر أشهرا عدة حتى يتمكن المحامي من الاطلاع على الملف.
ويمكن للقضاة أيضا أن يقرروا بدء المحاكمة كما هو مقرر بتلاوة الاتهام الاثنين والثلاثاء، لكنهم يكونون بذلك يتجاوزون حقوق الدفاع بما أن كرادجيتش لن يحضر عرض الاتهامات الموجهة إليه.
والخيار الثالث أمامهم أن يأمروا بتأجيل المحاكمة أشهرا عدة استجابة لرغبة المتهم. وكان القضاة رفضوا في سبتمبر منح المتهم مهلة إضافية لمدة عشرة أشهر كان يطالب بها.
وسبق أن قاطع متهمون آخرون الجلسات الافتتاحية لمحاكمتهم أمام المحكمة الدولية لكن بدون أن يعلنوا ذلك مسبقا مثل الزعيم الصربي القومي المتشدد فويسلاف شيشيلي الذي تولى أيضا الدفاع عن نفسه.
كما تولى سلوبودان ميلوشيفيتش الحليف السابق لكرادجيتش الدفاع عن نفسه أيض أمام المحكمة. وقد تحولت المحاكمة إلى معارك إجرائية وتوفي المتهم في 2006، بعد أربع سنوات من بدء المحاكمة بدون أن يصدر عليه أي حكم.
وكرادجيتش متهم بارتكاب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب البوسنة بين العامين 1992 و1995. ويتهم بالتحديد "بالمشاركة في عصابة إجرامية كان هدفها طرد مسلمي وكروات البوسنة إلى الأبد من أراض يطالب بها صرب البوسنة".
وفي صلب الاتهام مجزرة سربرينيتسا (شرق البوسنة) التي وقعت في يوليو 1995 وذهب ضحيتها سبعة آلاف فتى ورجل مسلم، وقصف ساراييفو الذي أودى بحياة عشرة آلاف مدني خلال الحرب التي قتل فيها نحو مئة ألف شخص ونزح 2,2 مليون.
وهو متهم أيضا بمئات من جرائم قتل مدنيين في 19 بلدية بوسنية واحتجاز نحو مئتين من جنود حفظ السلام والمراقبين التابعين للأمم المتحدة في مايو ويونيو 1995.
وما زالت المحكمة تبحث عن القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش المتهم بالإبادة أيضا، وهو فار منذ 1995.