المشيخات الإسلامية في البلقان توظف تقدم الاتصالات في خدمة الدعوة..
6 ذو القعدة 1430
عبد الباقي خليفة

تنوعت وسائل الدعوة إلى الإسلام في العصر الحديث، تبعا لتطور وسائل الإعلام، التي أتاحت للدعوة إلى الله مجالات رحبة وفرصاً واسعة للبلاغ وإقامة الحجة على الناس.
ولذلك تهتم المشيخات الإسلامية في البلقان كثيرا بوسائل الإعلام، لنشر الدعوة وبث العلم وإرشاد المسلمين، وهو ما أكده لموقع "المسلم" عامر هوجيتش مدير وكالة الأنباء التابعة للمشيخة الإسلامية في البوسنة (مينا) وهي وكالة تأسست في عام 1992م، لكنها لم تعمل بشكل منظم إلا في عام 1994 وهي متخصصة في نشر أخبار المشيخة وبالدرجة الأولى نشاطات رئيس العلماء الدكتور مصطفى تسيريتش ". يقول هوجيتش: "نقوم بتزويد جميع وسائل الإعلام بالنشاطات التي تقوم بها المشيخة ورئيسها بما في ذلك الزيارات وتلبية الدعوات الخارجية ومن ذلك الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس العلماء إلى السنجق وكذلك مشاركاته في المنتديات الدولية والدعوات التي يتلقاها من الدول الإسلامية" وأوضح هوجيتش أن "ذروة العمل تكون في غالب الأحيان في الأعياد والمناسبات المختلفة، كما تقوم الوكالة بتنظيم المؤتمرات الصحافية للمشيخة ورئيسها كمؤتمر (رهاب الإسلام في الغرب) أو: الإسلاموفوبيا في الغرب وغيره" وذكر أن الوكالة تصدر تقريراً أسبوعياً تمد وسائل الإعلام المختلفة بمحتوياته. 

 

وقال مدير إذاعة "بير" رمزي بيتيتش "للمسلم": إذاعتنا ذات توجه إسلامي، وهي إذاعة معلومات شجعنا على إقامتها الزخم الكبير الذي أحدثته الهواتف النقالة التي تحتوي على موجات إف ام وغيرها، وهذا أثبت المقولة التي تفيد أن الراديو له روح على العكس من التلفزيون الذي يصفه البعض بالشيطان"!! ويعمل في راديو بير 13 موظفا جميعهم أنهوا تعليمهم الجامعي، ويعتقد رمزي بيتيتش أن "إعداد برامج الإذاعة أسهل وأقل تكلفة من التلفزيون" وذكر أن "محطات الإذاعة في البلقان الذي تبلغ مساحته 728 ألف كيلو متر مربع ويبلغ عديد سكانه نحو 70 مليون نسمة، تعد بالآلاف منها أكثر من 150 محطة في البوسنة تتنافس فيما بينها، وتنافس بدورها أكثر من 50 محطة تلفزيونية، وكثير من هذه المحطات غير تابعة للدولة وتملكها مؤسسات أو أفراد".

 

وأوضح أن "لكل اقليم محطة إذاعية وتلفزيونية خاصة به وأحياناً يوجد ذلك في البلديات " واشتكى من قلة المواد العربية كالأناشيد التي يقبل عليها الشباب بكثرة ضمن ما يسمى ب، أوريونتالني دوهوفنوست،إلى جانب نتاج سامي يوسف، ويوسف إسلام، وأبو خاطر وأبو دجانة وأبو راتب وغيرها. وقد احتفل راديو بير بعيد ميلاده الأول في غرة محرم الماضي، وفي 1 مارس الماضي أصبح راديو بير يعمل على مدى 24 ساعة. كما اشتكى من قلة التمويل حيث تحتاج المحطة الإذاعية لما لا يقل عن 250 ألف يورو سنوياً. وعن مدى انتشار راديو بير في البوسنة قال " يستمع إلينا أكثر من مليون وأربعمائة ألف نسمة ونغطي 8 أقاليم إلى جانب متابعين عبر الانترنت وهم من مختلف أنحاء العالم ". واعتبر بيتيتش أن "الراديو يمكنه مواصلة رسالة المسجد، فمنذ فترة أصبحنا نناقش مع الشباب مواضيع خطب الجمعة وهذا ما لا يتسنى للمصلين داخل المساجد " ومن البرامج التي يقدمها راديو بير، وهو الاسم المختصر للمشيخة الإسلامية في البوسنة، تعليم قراءة القرآن عبر الأثير " حيث نقوم بقراءة نصف جزء من القرآن يوميا، ويتابعنا المستمعون من هواتفهم النقالة، ومصاحفهم، وبعد ذلك نجيب عن أسئلتهم بخصوص مخارج الحروف وغيرها " وراديو بر، ليس خاصا بالمسلمين بل هناك من غير المسلمين من يتابع برامجه، وينقل بيتيتش عن امرأة صربية قولها " أصحو على صوت إذاعتكم وأنام على صوتها، ومما يعجبني فيها الدعاء والأحاديث النبوية " ويخصص راديو بر، مساحة من برامجه للرياضة بنسبة 5 في المائة، وللأخبار السياسية والثقافية 20 في المائة وللشؤون الإسلامية 35 في المائة وللبرامج السياسية 10 في المائة وللأطفال 5 في المائة.

 

وإلى جانب راديو "بر" أنشأت الإدارات الإسلامية في البلقان مواقع على الانترنت. وقال أكرم توتساكوفيتش مدير موقع المشيخة الإسلامية في البوسنة " للمسلم ""هدفنا خدمة الدعوة الإسلامية، ضمن الجهود التي تقوم بها المشيخة الإسلامية، فكل نشاطات المشيخة موجودة على الموقع بما في ذلك جريدة، النهضة الإسلامية، التابعة للمشيخة، وراديو بر، وأنباء وكالة، مينا، وغيرها من المؤسسات التابعة للمشيخة الإسلامية " وتابع " هذه قنوات للدعوة والتنوير الإسلامي في وقت يُقْبل فيه الشباب بكثرة على الانترنت والاستماع للراديو عبر خدمات الهواتف النقالة، وهم يبحثون عن المعلومة ومهمتنا توفير هذه المعلومة " وأضاف "الكثير من الناس يريدون الحديث عن مشاكلهم والبحث لها عن حلول في فضاء مفتوح لمن يجيد الإجابة، ولذلك جعلنا قسما في الموقع للرد على أسئلة المتابعين لموقعنا حيث يجيب الدكتور أنس لياكوفيتش عن جميع الأسئلة".

 

وتفسح المواقع الإسلامية في البلقان مساحة كبيرة لمشاركات القراء ومقالاتهم وتعليقاتهم على ما ينشر في تلك المواقع، وفق معايير صارمة "بالطبع نحن لن نسمح في موقعنا بسب الأشخاص والهيئات والشعوب فهذا ليس من سياستنا بل ليس من ثقافتنا " وأشاد أكرم توتساكوفيتش بالتعاون بين الموقع وعدد من المؤسسات مثل دار القلم التي يقوم الموقع بنشر إنتاجها الثقافي حيث تصدر العديد من المطبوعات سنويا" وعن ضعف الاهتمام بالمرأة والطفل في المواقع الإسلامية التابعة للمؤسسات الرسمية قال "ليس هناك ضعف ولكن هناك جمعيات نسائية متخصصة ولها مواقعها، ونحن ننسخ بعض ما تنشره إضافة لوجود راوبط لها داخل الموقع" وأثنى توتساكوفيتش على مواقع إسلامية أخرى مثل مواقع المشيخة الإسلامية في كل من السنجق (صربيا) وكرواتيا والجبل الأسود.

 

وإلى جانب ذلك كله، تملك المشيخة الإسلامية في البوسنة، داراً للنشر، هي دار القلم، ومكتبة ضخمة هي مكتبة الغازي خسرف بك، والتي تحتوي على أكثر من 10 آلاف مخطوطة، ووكالة أنباء، مينا.