أصدرت محكمة يمنية متخصصة في قضايا الإرهاب السبت حكمين بالإعدام على متمردين حوثيين على خلفية مشاركتهما في مواجهات بني حشيش عام 2008. يأتي ذلك فيما تستمر منذ الليلة الماضية معارك دامية بين الجيش والحوثيين سقط خلالها عشرات القتلى من الجانبين.

وأصدرت المحكمة الابتدائية الجزائية بصنعاء حكمي الإعدام لمتمردين حوثيين على خلفية مشاركتهما في مواجهات مع القوات اليمنية في شمال شرق صنعاء العام الماضي. كما قضت بحبس تسعة آخرين لفترات تتراوح ما بين ثماني و12 سنة مع الاكتفاء بمدة الحبس التي أمضاها متهم عاشر أدانته المحكمة في القضية نفسها.

وكانت المحكمة نفسها أصدرت خلال الأشهر الماضية أحكاما بالإعدام على عشرة متمردين حوثيين آخرين بالتهم نفسها.

وهذه هي المجموعة الثالثو من بين عدة مجموعات من الحوثيين تجري محاكمتها على خلفية المشاركة في التمرد والمواجهات المسلحة في بني حشيش في شمال شرق صنعاء عام 2008.

وأدين المتهمون خصوصا بالاشتراك في عصابة مسلحة وبمواجهة السلطات بالسلاح.

وبعد اعلان الحكم ردد المحكومون داخل قفص الاتهام هتافات التكبير و"الموت لأمريكا"، "الموت لإسرائيل"، "اللعنة على اليهود" و"العزة للإسلام"، وهي شعارات دأب المتمردين على استخدامها في محاولة للإيحاء بأن تمردهم له أهداف كأهداف المجاهدين في سبيل الله.

وكانت مواجهات بني حشيش الواقعة على مسافة 10 كيلومترات من صنعاء، قد أسفرت عن مقتل وجرح المئات خلال الفترة بين مارس ويونيو 2008، واستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة.

ويتوقع أن يحال حوالي أربعين حوثيا ألقي القبض عليهم في إطار الحرب الدائرة حاليا في شمال البلاد منذ 11 أغسطس الماضي، إلى المحاكمة الأسبوع المقبل.

وعلى الصعيد الميداني، وقعت معارك عنيفة قبل ظهر السبت داخل مدينة صعدة بين الجيش والحوثيين، كما سقط عشرات القتلى من الجانبين خلال مواجهات ليلية في مناطق القتال شمال اليمن.

وقال مصدر عسكري ميداني إن "اشتباكات قوية اندلعت في الصباح داخل الأحياء القديمة لمدينة صعدة وقد أسفرت عن خسائر في الأرواح" دون أن يحدد عدد القتلى والجرحى. وذكر المصدر أن الاشتباكات اندلعت بعد أن أطلق الجيش "عملية تعقب للخلايا النائمة الحوثية داخل الأحياء القديمة لمدينة صعدة".

وذكر مصدر عسكري أن الحوثيين شنوا خلال الليل هجمات على مواقع خسروها خلال المعارك في الأيام الأخيرة. وأفاد بأن "العشرات قتلوا أثناء صد القوات اليمنية هجوم المتمردين على مواقع سيطر عليها الجيش في الأيام الأخيرة في العند والمقاش والملاحيظ".

ويسعى المتمردون الحوثيون المنتمين إلى الطائفة الزيدية الشيعية إلى قيام ما يسمونه بـ"الإمامة الزيدية" التي كان أطيح بها مع إعلان النظام الجمهوري في اليمن عام 1962.