
دعت وزارة الخارجية التركية المسؤولين "الإسرائيليين" إلى التعقل في مواقفهم وتصريحاتهم، التي تلت إعلان تركيا تأجيل مناورات جوية دولية كانت ستجرى على أراضيها بمشاركة عدة دول من بينها "إسرائيل".
وتوترت العلاقات مجددا بين تركيا و"إسرائيل" بعد أن استبعدت تركيا سلاح الطيران "الإسرائيلي" من المشاركة في المناورات دون ذكر سبب.
وقالت الوزارة التركية إن "تصريحات وتعليقات عدد من المسؤولين الإسرائيليين التي نشرتها الصحف في هذا الصدد غير مقبولة". وأضافت ندعو السلطات الإسرائيلية إلى التعقل في موقفها وتصريحاتها".
وأعلن الجيش التركي الأسبوع الماضي "تأجيل المرحلة الدولية" للمناورات الجوية "نسر الأناضول" التي تجري كل سنة على سهل كونيا الفسيح وسط البلاد.
وقال الجيش "الإسرائيلي" أمس الأحد إن الطيران "الإسرائيلي" استبعد من هذه المناورات "إثر قرار تركيا تغيير قائمة المشاركين". وردت وزارة الخارجية التركية الاثنين بأن هذا القرار ليس وراءه أي دافع سياسي.
وأوضح بيان للوزراة أن للتمارين السنوية التي كان مقررا أن تشارك فيها "إسرائيل" من 12 إلى 23 أكتوبر في تركيا، قد "أرجئت بعد التشاور مع كافة الدول المعنية" دون ذكر الدولة العبرية بالاسم.
وأضاف أن "المرحلة الوطنية" من التمارين أي بمشاركة طائرات تركية فقط، ستتم فعلا.
وألمح بعض المسؤولين "الإسرائيليين" كما نقل عنهم بدون كشف أسمائهم، إلى أن "إسرائيل" قد تعيد النظر في مشاريعها لبيع أسلحة لتركيا بعد قرار أنقرة هذا.
وفضلا عن "إسرائيل" وتركيا يفترض أن يشارك في تلك المناورات التي يجري تنظيمها منذ 2001، الطيران الأميركي والإيطالي وقوات حلف شمال الأطلسي.
وتغتنم الطائرات "الإسرائيلية" المطاردة هذه المناورات للقيام بتدريبات لا تستطيع القيام بها في مجالها الجوي الضيق.
وتوترت العلاقات بين البلدين منذ الحرب "الإسرائيلية" الدامية ضد قطاع غزة في ديسمبر ويناير الماضيين، وما تبعها من انتقادات غير مسبوقة "لإسرائيل" صدرت عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
وأوقع الطيران "الإسرائيلي" غالبية القتلى الـ 1400 الذين سقطوا شهداء في تلك الحرب. كما جرح وأصيب اكثر من 5 آلاف فلسطيني معظمهم من المدنيين والنساء والأطفال، حيث استخدمت القوات "الإسرائيلية" أسلحة محرمة دوليا في الأماكن السكنية.
وازداد التوتر بين البلدين بعدما انسحب أردوغان من المنتدى الاقتصادي في دافوس بسويسرا بسبب رفض رئيس المنتدى السماح له بالتعليق على خطاب للرئيس "الإسرائيلي" شيمون بيريز بدل فيه الحقائق ودافع فيه عن حرب غزة. ورد أردوغان على بيريز قائلا إن الأخير "يعرف جيدا كيف يقتل الناس".
وازداد احترام العالم العربي والإسلامي لأردوغان منذ تلك الحادثة، كما أدت إلى مزيد من التوتر في العلاقات التركية "الإسرائيلية".