أنت هنا

23 شوال 1430
المسلم- وكالات

أصدرت محكمة صينية ستة أحكام بالإعدام على مسلمين من عرقية الإيجور التي تعرضت لاعتداءات من جانب عرقية الهان البوذية في اضطرابات يوليو الماضي بإقليم تركستان الشرقية الذي تسيطر عليه الصين.

وبعد ثلاثة أشهر من الاضطرابات والاضطهاد الذي تعرض له المسلمون في أورومتشي، صدرت الأحكام الجائرة بحق أولائك الأشخاص بتهمة ارتكاب جرائم قتل، حسبما أوضحت وكالة أنباء الصين الجديدة.

وقالت الوكالة الرسمية ومحطة التلفزيون الصيني إن حكما بالسجن مدى الحياة صدر على متهم سابع ملاحق بالقتل لكنه اعترف بالتهم الموجهة إليه وساعد الشرطة في توقيف شريك له.

ولم يوضح التليفزيون الرسمي عرقية المحكوم عليهم، لكن أسماءهم التي أوردها تشير إلى أنهم من الإيجور المسلمين الناطقين بالتركية، وهي عرقية تشكل غالبية في إقليم تركستان الشرقية شمال غرب الصين.

وهؤلاء هم عبد الكريم عبد الواحد وغني يوسف وعبد الله متوتي وعادل روزي ونورلي وكسوير وعالم متيوسف وتايرجان ابوليميت.

وبحسب المشاهد التي بثها التلفزيون الرسمي فإن محيط المحكمة كان مقفرا وسجل فيه انتشار كثيف للقوات الأمنية. وجرت تعزيزات عسكرية في أورومتشي عاصمة الإقليم الذي تسميه الصين "شينجيانج" حيث جرت تعبئة 14 ألف مدني للقيام بدوريات في شوارع المدينة ليل نهار، كما أفادت الإذاعة الرسمية الصينية.

من جهته، دان المتحدث باسم المؤتمر الإيجور الذي يمثلهم في المنفى ديلشات رشيد المحاكمة معتبرة أنها سياسية. وقال إن "محاكمات الإيجور لا تجري حسب القواعد القضائية العادية بل حسب الاحتياجات السياسية"، معتبرا أنها "حالة نموذجية لانتهاك حقوق الإنسان (...) لم يتمكن فيها المتهمون من اختيار محاميهم بأنفسهم".

ويشكو المسلمون الإيجور من تعرضهم لحملة تستهدف تغيير الملامح الديموغرافية لبلادهم منذ سيطرة الصين عليها. ويبلغ عدد سكان الإقليم حوالي 20 مليون نسمة ينتمون إلى 47 اتنية بينها الهان الذين ارتفعت نسبتهم من 6% إلى 40% من السكان في ظل سياسة التغيير الديموغرافي الذي تنتهجها بكين.

كما يتعرض المسلمون  للاضطهاد على أيدي السلطات، إلى جانب تعرض الكثير منهم لاعتداءات من جانب الهان. ويقول الإيجور إنهم يتعرضون لتفرقة دينية وثقافية تحت غطاء مكافحة الإرهاب.

واندلعت اضطرابات في الخامس من يوليو في أورومتشي بعد تظاهرة سلمية قام بها محتجون كانوا يطالبون بكشف ملابسات مقتل اثنين من الإيجور في جنوب الصين. وتلى ذلك أعمال عنف واسعة من قبل اتنية الهان التي تشكل الأغلبية في الصين خلفت 197 قتيلا معظمهم من الهان بحسب السلطات.

لكن السلطات الصينية اتهمت من أسمتهم "انفصاليين" بتدبير هذه الاضطرابات. وكانت وسائل الاعلام الصينية اعلنت عن اعتقال 1600 شخص إثر الاضطرابات لكن الشرطة أشارت إلى توقيف 718 شخصا.