
اتهمت حركة "الشباب" الصومالية المعارضة كينيا بتدريب قوات مناهضة لها في المناطق الحدودية بهدف الهجوم على جوبا الخاضعة لسيطرتها. يأتي ذلك فيما توغل مئات الجنود الإثيوبيين في عدد من قرى شمال الصومال واعتقلوا عددا من السكان بمساعدة ميليشيات صومالية موالية للحكومة.
ونقل موقع "الصومال اليوم" عن علي طيري المتحدث باسم حركة "الشباب المجاهدين" تحذيره لكينيا من مغبة تدخلها في الشؤون الصومالية، متهما إياه بجمع قوات ضدهم في المناطق الحدودية بين البلدين.
وتوعد طيري خلال مؤتمر صحفي عقد الأحد كينيا إذا استمرت في خططها ضدهم قائلا: "من تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه".
وكشف طيري عن وجود ثلاثة معسكرات في مناطق "ممباسا" و "ديف" ومدينة "دولو" التي أعدت لتدريب مليشيات يُخطط لنقلها إلى الصومال لخوض معارك ضد حركة الشباب، على حد قوله.
وتأتي تصريحات طيري في وقت تناقلت وسائل الإعلام مؤخرا أنباء عن جمع قوات صومالية من محافظة "جاريسا" الواقعة بالحدود الكينية مع الصومال. إلا أن الحكومة الصومالية نفت علمها بتلك الخطوات فيما أبدى سكان المنطقة قلقهم الشديد من غياب أبنائهم الذين انضموا إلى القوات الجديدة المدربة.
في غضون ذلك، ذكطر شهود عيان اليوم الأحد إن مئات من الجنود الإثيوبيين توغلوا في عدد من قرى شمال الصومال أمس السبت حيث اعتقلوا أفرادا من السكان بمساعدة ميليشيات صومالية موالية للحكومة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد وجهاء بلدة وأغادا قوله إنه شاهد "عشرات من العربات التابعة للجيش الإثيوبي وأيضا لميليشيات صومالية تدخل بلدة وأغادا حيث اعتقلوا العديد من الأشخاص قبل أن يرحلوا عن القرية هذا الصباح".
ودخل الجنود قرى أخرى في منطقة بلدوين (300 شمال مقديشو) بحسب شهادات أخرى. وقال العديد من السكان إن عسكريين إثيوبيين كانوا يبحثون عن متمردين في منطقة أوغادين القريبة من الصومال ومعقل الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين الانفصالية الإثيوبية.
وندد الحزب الإسلامي الذي يحارب الحكومة الصومالية الانتقالية بالتوغل. وقال الشيخ عبد الرحمن شيخ محمد: "ليست المرة الأولى التي يشنون فيها غارات في الصومال ويعتقلون مدنيين أبرياء، لكننا نقول لهم إن مثل هذه الاستفزازات من شأنها أن تؤدي إلى إراقة الدماء".
وكان الجيش الإثيوبي يحتل الصومال منذ أواخر 2006 عندما أسقط حكومة المحاكم الإسلامية بدعم من الولايات المتحدة، لكنه انسحب في مطلع 2009 بعد اتفاق مع الحكومة الانتقالية السابقة.
وتوغلت القوات الإثيوبية مذذاك مرارا في المنطقة، وهو ما أثار غضب الإسلاميين وأهالي الصومال.