
أعربت شخصيات دينية في روسيا وجمهورية تشوفاشيا السوفيتية عن استيائها من الحكم القضائي غير المسبوق الذي أصدرته محكمة كازاخية ويقضى بمنع جلب وترويج مئات الـ"مواد الإعلامية" بينها سور من القرآن الكريم تحت ذريعة ترويجها لـ"الفكر المتطرف".
وقام مسلمو جمهورية "تشوفاشيا" الروسية بإرسال رسالة احتجاج مفتوحة مؤخرًا إلى القيادة الكازاخية وأرسلت نسخة منها إلى السفارة الكازاخية في موسكو.
ومن جانبه أعرب مدير المجلس الإسلامي الروسي "محمد صلاح الدين"، عن امتعاضه لاتخاذ السلطات في كازاخستان لقرار يحظر تداول بعض سور القرآن الكريم، واعتبر أن ما حدث "مشين لكازاخستان وللنظام القضائي في هذا البلد".
وأضاف: "كل ذلك يثبت عدم أهلية النظام القضائي في كازاخستان، وأن الذين يعملون في هذا النظام يتصرفون كصبيان فيتخذون قرارات غير مسئولة لا يدرون تبعاتها".
كما انتقد رئيس مجلس مفتي روسيا ورئيس الإدارة الدينية للجزء الآسيوي من روسيا القرار ووصفه بأنه "غلطة كبيرة"، وقال: "أعتقد أن ما قامت به المحكمة الكازاخية والنظام القضائي غلطة كبيرة، بل هو سوء فهم وشيء غير مفهوم بالنسبة لنا"، وتابع: "ما قامت به المحكمة يضعف من قيمة كازاخستان في عيون المسلمين، وأعتقد أن القيادة السياسية في كازاخستان لن تسمح بهذا".
من جهة أخرى، اعترض "مراد تليبيكوف"، رئيس اتحاد مسلمي كازاخستان، على الأمر بقوله: "لا يمكن أن يخطر على بال أحد أن يتم حظر سور من القرآن؛ لأن هذا يعني منع القرآن ككل".
وعقب نشر القرار على الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة العدل الكازاخستانية في سبتمبر الحالي، قامت السلطات الأمنية هناك خلال الفترة الأخيرة بعدة حملات على الأسواق قامت خلالها بسحب شرائط صوتية للقرآن الكريم شملت سور: "البقرة"، و"ق"، و"الأحقاف"، و"محمد"، و"الفتح" و"الحجرات"، و"الملك"، و"الحاقة"، و"القلم"، و"الإنسان"، و"المرسلات"، إضافة إلى سورة "الأعراف" في البلد ذي الغالبية المسلمة الذي ينص دستوره على أنه بلد علماني برغم عضويته في منظمة المؤتمر الإسلامي.
ولم تبد السلطات الدينية في كازاخستان أي رد فعل على الحكم القضائي، بل أبدت الإدارة الدينية تأييدها له بخلاف ما تعلق بمنع بعض سور القرآن الكريم، حيث قال الناطق باسم الإدارة الدينية الكازاخية "أونغار حاجي أميربيك": "نعتقد أن ما تم منعه من منشورات وكتب –سوى سور القرآن– أمر صحيح ونحن نؤيده"، لكن أميربيك أضاف مستدركا: "كنا نتمنى أن يتم التشاور معنا قبل اتخاذ هذا القرار".
وكازاخستان دولة إسلامية، وعضوة في منظمة المؤتمر الإسلامي، ويمثل المسلمون أكثر من 65% من تعداد سكانها بينما يمثل المسيحيون 30%.