
يخضع مسؤول بالبنك الاتحادي الألماني للتحقيق بتهمة التحريض على الكراهية العرقية، بسبب تصريحاته المعادية للمسلمين. ولاقى اتهامه للمسلمين خاصة الأتراك والعرب بأنهم "عالة على ألمانيا" إشادات واسعة من جانب النازيين الجدد في حين وجدت انتقادات من المسلمين.
ويثير رد الفعل تحذيرات من زيادة معاداة الإسلام (الإسلاموفوبيا) وتضاؤل التسامح العرقي في ألمانيا، كما ألقى الضوء على شقاق غائر في ألمانيا حول مدى اندماج ذوي الأصول الأجنبية في المجتمع.
ودعا تيلو سارازين وهو عضو مجلس إدارة البنك الاتحادي الألماني في مقابلة نشرت الأسبوع الماضي بمجلة "لتر إنترناشيونال" الثقافية إلى إجراءات صارمة ضد الهجرة وزعم أن كثيرين من المسلمين يعيشون عالة على ألمانيا.
وقال: "لست بحاجة لقبول من يعيشون عالة على الدولة وينبذون هذا البلد.. ودائما ما ينجبون فتيات صغارا ترتدين الحجاب. وهذا الأمر ينطبق على 70% من الأتراك و90% من العرب في برلين".
وتابع: "يغزو الأتراك ألمانيا كما فعل مواطنو كوسوفو في الإقليم.. من خلال معدل مواليد أعلى". وأضاف أن "الطريق الذي نمشي فيه يعني أن نصيب الصفوة الفكرية (في المجتمع) يتناقص لأسباب لها علاقة بتركيبة السكان".
وقال ممثلو ادعاء في برلين يوم الخميس إن اتهاما وجه إلى سارازين يشمل التحريض على الكراهية العرقية. وقال متحدث إن ممثلين للادعاء ينظرون في الاتهام لكنه رفض التصريح بالشخص الذي وجه الاتهام.
وقوبلت تصريحات سارازين بانتقادات من البنك لكنها لاقت إشادات من نازيين جدد ولفتت انتباه آلاف ألالمان إلى اتخاذ موقف عام من القضية. ويحتدم الجدل العام في البلاد حيث يؤيد سارازين الحزبُ الاشتراكي الديمقراطي المعروف بتطرفه ويحث الحكومة على تعيينه في منصب مفوض البلاد الخاص بالأجانب.
وسارازين (64 عاما) عضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي ليسار الوسط وقضى معظم الأعوام العشرة الأخيرة في منصب وزير المالية في برلين كما أنه أثار جدلا في الماضي بسبب تصريحاته اللاذعة لكنه لم يركز من قبل قط بهذة العلانية على مسألة العرق.
ودافعت بعض الصحف عن سارازين وقالت إن طبيعة بعض التصريحات المثيرة للشقاق لا تنفي ما له من تأملات أخرى حول الاندماج الاجتماعي والاقتصادي. وانهالت تعليقات المصريين الجدد على المواقع الإلكترونية للصحف والمدونات تؤيد رأس سارازين وتطالب بإجراءات ضد المسلمين.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "كولنر شتات أنتسايجر" أن ثلث المشاركين فيه يؤيدون سارازين. وقالت نسبة 43% إن تصريحاته "مبالغ فيها في بعض الحالات لكنه على حق في الكثير من الأمور" وأوضح استطلاع آخر أجرته صحيفة "دي فيلت" أن أكثر من ثلثي المشاركين فيه يرون أن الانتقادات التي تعرض لها سارازين غير مبررة.
ويصل عدد المواطنين من أصل تركي في ألمانيا إلى نحو 3 ملايين شخص كما يبلغ عدد من هم من أصل عربي نحو 280 ألف شخص بين 82 مليون نسمة هو تعداد السكان في البلاد.