
ذكرت معلومات أمنية أن القوات الفلسطينية التابعة لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته وافقت على طلب لسلطات الاحتلال الصهيوني بمساعدتها في السيطرة الأمنية على القدس الشرقية حيث تدور مواجهات بين المسلمين والمستوطنين يدنسون الحرم القدسي منذ نحو أسبوع.
وذكر "المركز الفلسطيني للإعلام" أن معلومات أمنية خاصة حصل عليها أفادت بأن لقاءً أمنيًّا عقد في مقر "جهاز الأمن الوقائي" ببيت لحم، جمع بين مدير عام الجهاز اللواء زياد هب الريح ونائبه العميد يوسف عيسى وكل من قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الميجر جنرال غادي شامني، وقائد لواء السامرة البريجادير نوعام تيبون، ويوآف موردخاي أحد ضباط الاحتلال.
وناقش اللقاء مطلبٍ صهيوني برفع مستوى التنسيق الأمني بين الاحتلال والأمن الوقائي ليطال البلدة القديمة في القدس الشرقية، بالإضافة إلى بعض الأحياء العربية مثل العيسوية وبيت حنينا.
ويعتبر هذا التنسيق الأول من نوعه بين شرطة الاحتلال وجهاز "الشاباك" من جهة والأمن الوقائي من جهة أخرى بشكل مباشر وفي القدس. واعتبر الجنرال شامني أن هذا التنسيق سيكون ذا طابع خاص باعتباره تجربة قابلة للتطوير، لذلك لن يُسمح للشرطي الفلسطيني بحمل السلاح كما يحدث في بعض مدن الضفة الغربية، مبينًا أن المساعدة التي تطلبها شرطة الاحتلال تخص وحدات "المستعربين" التابعة لحرس الحدود الصهيوني.
وفي البداية رفض عيسى العمل في وحدات المستعربين النشطة في مدينة القدس لأن رجاله معروفون لسكانها، لكن شامني قال له: "إننا لن نستعين برجالكم الذين يسكنون في القدس، لكم حرية اختيار الرجال الذين تريدونهم لهذه المهمة، وإن كنا نفضل أن يكون الاختيار من الكتيبة 31 لما يتمتع به أفرادها من إعدادٍ بدنيٍّ جيدٍ".
وأثنى موردخاي على مستوى التنسيق الأمني الجاري في مدينة الخليل، مشيدًا بالتناغم والانسجام بين جنود جيش الاحتلال وجنود الشرطة الفلسطينية أثناء تنفيذ العمليات المشتركة في الخليل، ومؤكدًا أن هذه النوعية من التنسيق هو الذي تريده المؤسسة العسكرية الصهيونية.
وأصر الوفد الصهيوني على الحصول على موافقة سريعة، وهو ما حصل عليه بالفعل حيث أكد زياد هب الريح أنه سيعطي تعليمات سريعة لاختيار الرجال المناسبين لهذه المهمة.
وبعد انتهاء اللقاء خرج الجميع في جولة ميدانية داخل مدينة بيت لحم، حيث ركبوا سيارة عسكرية "إسرائيلية" مغلقة، تتقدمها أخريات من الطراز ذاته، وسار الموكب كله تحت حماية سيارات الشرطة الفلسطينية المكشوفة بكامل عتادها العسكري.
وفي غضون ذلك، قام عدد كبير من المغتصبين اليهود صباح اليوم بأداء طقوس دينية وشعائر توراتية في شارع الواد وسوق القطانين بالقدس وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
وذكر عدد من أصحاب المحلات التجارية في سوق القطانين أن الشرطة طلبت منهم إغلاق محلاتهم التجارية لتمكين "المتدينين" اليهود أداء شعائرهم، إلا أنهم رفضوا ذلك. كما رفضت إدارة الأوقاف بالقدس طلب الشرطة مما اضطر الشرطة السماح للمتطرفين بأداء شعارئهم الدينية فقط عند مدخل السوق.
وردد المغتصبون خلال تواجدهم بالبلدة القديمة هتافات وشعارات خاصة بهم، ما أشاع أجواء من التوتر في المنطقة التي فتح التجار أبواب محلاتهم فيها بعد أسبوع من إغلاق البلدة القديمة، بسبب المواجهات التي وقعت في القدس على مدار الأسبوع الماضي.
وكان عدد المستوطنين قد اقتحموا ساحات الحرم القدسي تحت حراسة الشرطة الصهيونية. وواجه المصلون في الأقصى اقتحامات الصهاينة ما أسفر عن صدامات أمنية واعتقالات واسعة. كما أغلقت الشرطة أبواب الحرم القدسي أمام المصلين وطردت المعتكفين منه.