
وصل إلى القاهرة مساء أمس الجمعة وفد من حركة حماس برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة لبحث تأجيل التوقيع على المصالحة مع حركة فتح بعد فضيحة طلب تأجيل تقرير جولدستون.
وأكد المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري أن حركته لم تتراجع عن موقفها من الحوار الوطني الفلسطيني أو عن التزاماتها السابقة مع المسؤولين المصريين، لكنه أشار إلى أنّ تداعيات تأجيل النظر في تقرير القاضي ريتشارد جولدستون الخاص بالحرب الصهيونية ضد غزة يلقي بظلال كثيفة على آفاق الحوار.
وقال أبو زهري: "نؤكد تمسكنا بالحوار وكل التفاهمات التي توصلنا إليها مع المسؤولين المصريين لإبرام اتفاق المصالحة، ولا تراجع عن هذا الموقف، والحديث الذي يجري الآن حول عدم ملاءمة الظروف الحالية لعقد لقاءات مع أشخاص تورّطوا مع الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني".
وقلّل أبو زهري من أهمية حديث السلطة الفلسطينية عن محاولة إعادة طرح تقرير جولدستون على مجلس حقوق الإنسان في جنيف الذي يتهم "إسرائيل" بارتكاب جرائم حرب في حربها على غزة.
وأضاف: "إنّ حديث سلطة رام الله عن سعيهم لإعادة عقد مجلس حقوق الإنسان هو عمل سخيف، لأنّ السلطة عملياً أجهضت أي إمكانية لرفع تقرير غولدستون إلى الجهات المعنية".
واعتبر أبو زهري الاتهامات التي يكيلها بعض قادة السلطة وحركة فتح لحركة حماس بأنها ضخّمت من انتقاداتها لموقف السلطة من تقرير جولدستون؛ بأنه محاولة للهروب من تحمّل المسؤولية. وقال: إن حركته هي مجرد طرف من عشرات الأطراف التي أدانت موقف السلطة. وأضاف أنه "حتى لو جرت لقاءات بيننا وبين فتح؛ فإنّ هذا لن يمسح العار الذي لحق بفتح والسلطة".
من جهته, أكد القيادي في حماس صلاح البردويل أن وفد الحركة يصل إلى القاهرة من أجل إقناعها بجدوى تأجيل المصالحة لأن الظروف الحالية في ظل الثورة النفسية التي تركها تصرف فتح الذي أفضى لسحب مناقشة تقرير جولدستون لا تزال تسمم الأجواء.
وشدد البردويل على أن حماس حريصة على المصالحة وتريد الوصول إليها في ظل ظروف إيجابية وواضحة لضمان نجاح هذه المصالحة وعدم فشلها كما فشلت المصالحة التي جرت في مكة عام 2007.
وكان مقررا عقد اجتماع للفصائل الفلسطينية في مقدمتها فتح وحماس بالقاهرة في الفترة من 24 إلى 26 أكتوبر الحالي لتوقيع اتفاق المصالحة.