أنت هنا

19 شوال 1430
المسلم/ المركز الفلسطيني للإعلام

واصلت سلطات الاحتلال الصهيوني اليوم الخميس ولليوم السادس على التوالي فرض حصار عسكري شامل على مدينة القدس المحتلة وأحيائها، مع التهديد بإخراج المعتكفين في المسجد الأقصى بالقوة.

يأتي ذلك في وقت صعَّد فيه المغتصبون الصهاينة من أعمالهم الاستفزازية في محيط المسجد وهددوا باقتحامه وإقامة طقوسهم التلمودية داخله.

وجاء ذلك بالتزامن مع دعوات أخرى للمشاركة في احتفال بوضع حجر الأساس لبناء مجسم كبير للهيكل المزعوم في مغتصبة "متسبي يريحو" الصهيونية أمس الأربعاء. ‏

وقد أقامت قوات الاحتلال حواجز عسكرية على مداخل القدس القديمة، وسيرت دوريات مسلحة في شوارعها  لتمكين آلاف المغتصبين من الوصول إلى ساحة البراق (الجدار الغربي للمسجد الأقصى) للمشاركة في ما يدعونه طقوسًا دينية بمناسبة ما يسمى "عيد العُرْش" اليهودي.

كما واصلت سلطات الاحتلال منع الحافلات القادمة من الأراضي المحتلة عام 48 من الدخول إلى مدينة القدس لمساندة المعتكفين داخل الأقصى، وقد أنزل جنود الاحتلال المقدسيين من الحافلات في عدد من أحياء القدس، ومنعوا طلبة المدارس من التوجه إلى مدارسهم، والعمال إلى أعمالهم، ومنعوا دخول الفلسطينيين إلى محيط المسجد الأقصى إلا لمن تجاوز عمره خمسين عامًا.

من جهته, أكد نائب رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق أن المسجد الأقصى مُستهدَفٌ من قِبَل اليهود تاريخيًّا، مشيرًا إلى أن الصهاينة يعتقدون أن الهيكل المزعوم في القدس؛ ولذلك يخططون منذ فترة طويلة للاستيلاء على مدينة المقدس وتهويدها، ومنذ 1967 يحاولون إثبات وجود آثار لهم فيها، لكن لم يجدوا أثرًا حتى اليوم، ويُجرون أعمال حفر تحت المسجد الأقصى من جميع الاتجاهات.

وأضاف أبو مرزوق: إن الصهاينة من الناحية السكانية يبذلون جهودهم لطرد الفلسطينيين من مدينة القدس، ويحرمونهم من جميع حقوقهم الاجتماعية ليقللوا من عددهم ويكثروا من الوجود اليهودي في المدينة، وهم يحاولون منذ سنوات أن يمدِّدوا المغتصبات حول القدس، ويحاولون الآن منع المسلمين من دخول المسجد الأقصى.

وتابع: إن "هؤلاء لم يجدوا شيئًا لإثبات ادعاءاتهم حتى الآن؛ ولذلك بدءوا يفرضون التهويد كأمر واقع في الحرم القدسي، كما فعلوا بالمسجد الإبراهيمي، ولا شك أن بداية هذه الأحداث هو السماح لليهود بارتيادها كسياح، ونتذكر شارون عندما دخل الحرم القدسي كسائح برفقة الشرطة لاقتحام مسجد الأقصى، والآن تتكرر نفس الحالة لاقتحام الحرم القدسي تحت عناوين "سياح"، علمًا بأن الانتفاضة الثانية حدثت بسبب هذه الإجراءات".