
قال قائد الجيش البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز إن فشل الاحتلال الأجنبي بأفغانستان سيكون له "نتائج مرعبة" على الدول الغربية بشكل "لا يمكن تصوره". ودعا إلى إرسال المزيد من قوات الاحتلال معتبرا أن ذلك قد يؤدي إلى مواجهة الحرب النفسية التي نجحت فيها المقاومة بقيادة طالبان.
وقال ريتشاردز في لقاء مع صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية: "لو اعتقدت تنظيمات القاعدة وطالبان أنها أنزلت بنا الهزيمة فماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل سيكتفون بما حدث في أفغانستان؟"
وتابع موضحا: "باكستان ستكون هدفا مغريا بالنسبة لهم، وهي دولة نووية مع ما يحمله ذلك من احتمالات مرعبة فحتى لو لم يقع في أيديهم سوى عدد قليل من السلاح النووي فإنهم سيتستخدمونه".
وخلص إلى أن فشل بريطانيا وحلف شمال الأطلسي المحتل لأفغانستان سيكون خطره جسيما على العالم الغربي بشكل "لا يمكن تصوره". وأكد ريتشاردز أن تحذيره يهدف إلى إيقاظ الناس والمسؤولين الحكوميين ليكونوا عند مستوى المسؤولية في حالة خسارة الحرب في أفغانستان.
وأشار إلى أن تخلي الشعب عن دعم القوات في أفغانستان سيقضي على الروح المعنوية ولذلك تأثير أكبر من ضعف الموارد.
وسادت في الفترة الأخيرة نداءات شعبية في بريطانيا بأن الحرب التي يخوضها الجيش البريطاني في أفغانستان باتت غير ذات جدوى. ويرغب الكثير من المواطنين البريطانيين في عودة جنودهم من أفغانستان خاصة بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الأجنبية والقوات البريطانية خصوصا أمام مجاهدي حركة طالبان.
لكن ريتشاردز دعا إلى إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان لأن ذلك "سيؤدي إلى كسب الحرب النفسية ضد طالبان وهم أساتذة في الدعاية والحرب النفسية"، على حد تعبيره.
وأقر قائد الجيش البريطاني بأن "النصر" في أفغانستان "مهمة صعبة"، لكنه رأى أنها ليست مستحيلة.
وتكبدت القوات البريطانية خسائر فادحة خلال الشهور القليلة الماضية، وتجاوز عدد القتلى في صفوف الجنود البرطانيين في أفغانستان أعداد أمثالهم في العراق. وينتشر في أفغانستان نحو 4100 جندي بريطاني ضمن قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو). ويبلغ إجمالي قوات الاحتلال الأجنبي نحو 100 ألف جندي ضمن قوتين إحداهما بقيادة أمريكية والأخرى بقيادة الناتو.