أنت هنا

14 شوال 1430
المسلم/ متابعات

طالب فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" في مقال نشره اليوم على موقع "الإسلام اليوم" العلماءَ والخطباء بفصل لفظ الجهاد عن الأعمال "الإرهابية" التي تؤدي إلى إزهاق أرواح العديد من الأبرياء وعدم الخلط بين المسمَّيَيْنِ.

وقال فضيلته: "كنت وما زلتُ أدعو علماءَنا ودعاتِنا المخلصين إلى تسمية الأشياء بأسمائِها الحقيقية, ونزع الاسم الربَّاني المقدَّس الذي هو الجهاد عن أعمال التنظيمات القتالية, التي تقتلُ الأبرياء, وتزعزع الأمن في بلاد الإسلام، أو في بلادٍ أخرى بيننا وبينها عهد وميثاق".

وأضاف: "أؤكِّد على أهمية التواصي بالوضوح في إدانةِ جرائم الفساد في الأرض, التي تمارس باسم الإسلام, أو باسم الجهاد، وكشف الغطاء عنها بأسمائها، سواءٌ تسمَّت باسم القاعدة، أو تنظيمات الجهاد، أو الجماعات القتالية أو المقاتلة، أو الدولة الإسلامية".

واستثنى فضيلته من ذلك مقاومة المحتلّ والدفاع عن الوطن كما في الحالة الفلسطينية.

وزاد الشيخ العودة: "إننا أصبحنا مخترقين في فكرنَا وثقافتنا ومجتمعنا ويجب علينا أن نكون حذرين في لغتنا وخطابنا, ويقظين من أن نوصِّل رسائل سلبية لمثل هؤلاء دون أن ندري، من خلال النأي عن لغة (لكن) الملبسة الموهمة, التي تجعل فئةً من الشباب يفهمونها خطأً, وكأن الكلام حمَّال أوجه, يُفسِّره كلٌّ على ما يريد".

كما أكد على ضرورة أن يكون إنكار الأعمال "الإرهابية" حديثَ الأب مع أسرته، والأم مع أطفالها، والمدرس مع طلابه، والخطيب مع جماعته، والداعية مع مريديه، وغير مربوط بحملة رسمية.

وطالب الشباب في المواقع الإلكترونية والمجالس بأن يتحاوروا بوضوح حول هذا الموضوع، وأن يجتمعوا على المحكمات المسلمة الشرعية القرآنية، والأحاديث الصريحة الصحيحة التي بالغت في التحذير من التكفير والتحذير من القتل والقتال.

وحول ما يجري في الصومال وغيرها من أعمال عنف تؤدي إلى وقوع ضحايا، قال : إنها مأساة تبكي لها القلوب، وباسم الإسلام يُدمّر المدمر ويطحن الطحين وتنشر النشارة، ويتقاتل الناس في الأزقة الخاوية والبيوت الخربة، وتزهق الأرواح وتلفظ الحياة آخر أنفاسها حتى في شهر رمضان".

وأوضح أن بعض فاسدي العقول أصبحوا يتحدثون عن الاغتيال وكأنه سُنَّة نبوية، وهذا انحراف في الفهم وطيش في الأحلام، مشيرًا إلى الذين يقتلون المسلمين باسم الإسلام, أو باسم تطبيق الشريعة؛ لن يفلحوا ولن يصلحوا, وسينالهم عقاب الله تعالى إلا أن يتوبوا.

وذكر فضيلته أن ما يدعو إليه "هو عقيدة راسخة لم تتبدل ولم تتحول، ولم تختلف، ولكن الحاجة إلى أيضاحها وتكرارها الآن أهم وألزم من أي وقتٍ مضى".

وشدَّد على أنه لا يهتم أن يدينه هذا أو ذاك بأنه يعمل لصالح جهةٍ أو أخرى, أو أنه "حكومي" لأنه قال ما لا يحب أن يسمعَهُ (فاسدو العقول)، مضيفا: "إنني أقولها صريحةً يشهد عليها الله، أن هذا الاستنكار هو إحساس إيماني وقناعة عقلية محكمة، لم نمالئ فيها أحدًا ولا جهة ولا طرفًا".