أنت هنا

11 شوال 1430
المسلم- محسن العبد الكريم

التقي وفد من ممثلي المؤسسات الخيرية الإسلامية من الشرق الأوسط وأوروبا مع الدكتور عبد الباقي جيلاني أحمد وزير الدولة للشؤون الانسانية اليوم الأربعاء لمناقشة السبل الكفيلة بتحسين الأوضاع في دارفور، بحيث يتم توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين. وقد عرضت هذه المؤسسات أن تتوسط بين الحكومة السودانية والمنظمات غير الحكومية التي تعمل حالياً أو التي كانت تعمل سابقاً في الإقليم.

ومن بين المؤسسات الخيرية الإسلامية التي تنشط في هذه الوساطة: الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية، والمنتدى الإسلامي. وهذه المؤسسات أعضاء في جمعية أصدقاء المؤسسات الخيرية (فوكا). وتضم الجمعية في عضويتها إلى جانب المؤسسات المذكورة كل من رابطة العالم الإسلامي ومؤسسة مكة المكرمة الخيرية.

وقال الدكتور صالح الوهيبي، الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي: "ظلت الكثير من المؤسسات الخيرية الإسلامية، منذ الحادي عشر من سبتمبر، تعاني من ردود الأفعال على الهجمات المأساوية التي وقعت في ذلك اليوم، وبالرغم من أن ردود الأفعال أضرت بمؤسساتنا وأدت إلى تراجع الذين كانوا تبرعون لهذه المؤسسات، إلاّ أن المستفيدين من أعمال هذه المؤسسات كانوا الضحية الكبرى لهذه السياسات غير الحكيمة التي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر". وقد أكدت المؤسسات الخيرية أن الهدف الأساسي من هذه الجهود هو ضمان توصيل المعونات الإنسانية بشكل عاجل وفعال وشفاف إلى المحتاجين في دارفور.

وقد شهدت المؤسسات الأعضاء في "فوكا" إعاقة لأنشطتها بقوانين وسياسات مكافحة الإرهاب التي تفتقر إلى الشفافية وإتباع الإجراءات القانونية السليمة. ونتيجة لهذه التجربة أصبحت هذه المؤسسات من أقوى المنادين بإصلاح السياسات التي تتعامل مع المؤسسات الخيرية.

وقال ويندل بليو، رئيس "فوكا": "لقد ظللنا منذ العام 2004، نعمل مع العديد من المؤسسات الخيرية والمنظمات غير الحكومية وجماعات الحريات المدنية وغيرها من المنظمات، لتحقيق التوازن المناسب بين المصالح الأمنية المشروعة من جهة، وحقوق المؤسسات الخيرية في أن تؤدي مهمتها التي قامت من أجلها من جهة أخرى. وبناءً على تجربتنا مع القانون الدولي الإنساني، والتواجد النشط لبعض المؤسسات الأعضاء في جمعيتنا في السودان، أعتقد أننا في موقع مميز يؤهلنا للتعاطي مع المسائل التي أثارتها الحكومة السودانية، وكذلك المنظمات الغربية غير الحكومية، وبالتالي التوسط بين الطرفين".

وتمتلك الكثير من المؤسسات الأعضاء في فوكا تجربة واسعة في العمل مع المنظمات الغربية غير الحكومية. وأوضح السيد خالد الفواز الأمين العام للمنتدى الإسلامي أن "المنتدى الإسلامي مقره في بريطانيا ومسجل لدى مفوضية الأعمال الخيرية البريطانية. ونحن نعمل جنباً إلى جنب مع إخوتنا الأوربيين في كثير من أجزاء العالم. والعاملين لدينا مدربون على إتباع مبادئ القانون الدولي الإنساني ويتقيدون بالمعايير الصارمة التي وضعتها مفوضية الأعمال الخيرية في المملكة المتحدة".

يذكر أن الهدف الأساسي من زيارة الوفد هو تمهيد الطريق أمام جهود متواصلة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى دارفور بشكل مستمر. وقال الدكتور المحامي عاصم غفور عضو "فوكا": "يجب علينا أن نستفيد من جميع الدروس التي تعلمناها في عالم العمل الخيري الإسلامي، ومن خلال الشراكة مع منظمات غربية، لتأكيد أننا لا نعمل استجابة للأزمات فقط، ولكننا نعمل سوياً من أجل بناء نظام مستمر وشفاف لتقديم المساعدات الإنسانية ودعم التنمية".