
أعرب وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي عن تحفظهم وترددهم إزاء إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان، في وقت توشك الولايات المتحدة على اتخاذ قرار بإرسال المزيد من القوات إلى هناك.
وقال وزراء الدفاع الذين اجتمعوا في محادثات غير رسمية بالسويد: إنه بدلا من إرسال تعزيزات فإن عدة دول من الاتحاد الأوروبي تريد تركيز الموارد والجهود على تدريب الجيش والشرطة في أفغانستان.
وقال وزير الدفاع الدانماركي سورين جيد: "إذا نظرتم إلى أوروبا فإنني لا أسمع أي أصوات تقول إن لدينا خمسة أو عشرة آلاف جندي إضافي لإرسالهم إلى أفغانستان".
وأضاف: "لنأخذ بلدي على سبيل المثال حيث لدينا الآن 850 جنديا في أفغانستان وبالمقارنة مع حجم قواتنا نحن خمسة ملايين نسمة فهذا العدد كبير، ولذلك سيكون من الصعب للغاية لي أن أرسل مزيدا من الجنود، وأعتقد أن كثيرين من الساسة الأوروبيين سيكون لديهم العذر كي لا يفعلوا ذلك".
من جهته, قال نائب وزير الدفاع الإيطالي غوسيبي كوسيغا عن إسهام بلاده فيما يسمى بـ "مهام حفظ سلام" في أنحاء العالم: إن بلاده كانت تستجيب طيلة السنوات العشر الماضية، لكنه أضاف قائلا "لسنا راغبين اليوم في قول لا، سوف نبحث أي طلب لكن مواردنا وقدراتنا متوترة بالفعل كثيرا".
وأضاف: إن إيطاليا لا تتوقع أنها ستكون قادرة على إجراء خفض كبير في أعداد جنودها المتمركزين في أفغانستان في إطار المهمة التي يقودها حلف شمال الأطلسي قبل مرور فترة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أعوام.
وكان الجنرال ستانلي ماكريستال قائد قوات الاحتلال في أفغانستان قد قدم طلبا لإرسال مزيد من القوات هذا الشهر، لكن وزارة الدفاع الأمريكية تزمع تجميده إلى أن يقرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الإستراتيجية التي سينتهجها.
وصرح ماكريستال في وقت سابق بأن مهمته ستفشل إذا لم تقدم له تعزيزات لقواته التي يزيد قوامها على مائة ألف جندي منهم 63 ألف جندي أمريكي.
في نفس الوقت, دعا السيناتور الديمقراطي جون كيري إلى إيجاد إستراتيجية واضحة المعالم قبل إرسال أي جندي آخر إلى أفغانستان، متخذا من فيتنام درسا لطرحه.
وقال كيري في مقال له نشرته وول ستريت جورنال: إن الأيام المقبلة ستشهد قرارا في غاية الأهمية سيتخذه الرئيس باراك أوباما يتعلق بإرسال جنود إضافيين إلى أفغانستان.
وتابع السيناتور: إن القائد الميداني في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال قدم وصفا كئيبا للوضع في أفغانستان وطالب بمزيد من القوات لأنه يعتقد بأن النجاح ما زال قابلا للتحقيق.
وأشار إلى أن زيادة القوات الأمريكية في أفغانستان قد تجلب "الحكم الجيد" ولكنها لن تضمن تحقيق هدف محوري آخر وهو تجنب زعزعة الاستقرار في باكستان المجاورة، الأمر الذي يعرض الأسلحة النووية هناك لخطر الوقوع في أيدي "الإرهابيين".
واختتم باتخاذه من فيتنام درسا لرفض أي التزام على نطاق أوسع في ظل غياب إستراتيجية واضحة لما يجب تحقيقه وكم يستغرق ذلك وكيف يمكن الحفاظ على سلامة الشعب الأمريكي.