
أطلقت الحكومة العراقية على مدار اليومين الماضيين سراح عشرات المسجونين من عناصر مليشيات "عصائب الحق" الشيعية المرتبطة بإيران وفيلق "القدس" الإيراني الذي ينفذ عمليات تحقق المصالح الإيرانية في العراق.
وهذه المجموعة التي أفرج عنها متورطة أيضا في خطف خمسة بريطانيين عام 2007، حيث يعتقد أن عملية الإفراج جاءت في إطار جهود لإطلاق سراح رهينتين بريطانيتين مازالتا محتجزة لدى المليشيات.
وجاء في بيان لمجلس الأمن القومي العراقي إن 37 سجينا أطلق سراحهم يوم الأحد، وكان قد أطلق سراح 23 سجينا آخر يوم السبت. ولم يقدم البيان المزيد من التفاصيل.
وقال جاسم السعدي العضو البارز في جماعة "عصائب الحق" الشيعية المتشددة إنهم تسلموا 97 سجينا في الأيام الأخيرة، ويتوقع أن يصل العدد في الأسبوع القادم إلى 200. وأضاف أن المفاوضات جارية للإفراج عن عدد يصل إلى 500 آخرين من سجناء الجماعة، حيث وعدت الحكومة العراقية بإطلاق سراح جميع السجناء بحلول نهاية شهر نوفمبر.
و"عصائب الحق" هي جماعة مسلحة انشقت عن التيار الصدري عام 2006 بعد تجميده عملياته العسكرية في أعقاب ما سمي بـ"خطة فرض القانون في بغداد". يتزعم التنظيم قيس الخزعلي (مواليد 1976) الذي كان متحدثا باسم التيار الصدري في الأيام الأولى من سقوط بغداد.
وتعمل الجماعة تحت اسم المقاومة الشيعية بأجنحة متعددة ومنها كتائب "الإمام علي" وكتائب "الإمام الكاظم" و"المهدي" و"حزب الله" و"العسكري" وغيرها. اتخذت الجماعة ُ إيران قاعدة لانطلاق عملياتها، كما تحصل على تمويل مالي ولوجستي مباشرة من فيلق القدس الإيراني وحزب الله اللبناني.
وتتخذ الجماعة خامئني مرجعا دينيا لها برغم إبقائها على مرجعية محمد باقر الصدر. ويقول موقع "صوت العراق" إن هذه الجماعة "صناعة إيرانية بدون شك وتحمل بصمة فيلق القدس". ويشير إلى أن "بداية ظهورها كانت على قناة المنار اللبنانية في عام 2006، وقد جاء تشكيل هذه المجموعة المسلحة بعد تراجع شعبيه التيار الصدري وفقدان السيطرة عليها من قبل قياداته، ولتكون بديلة للتيار، مستغلة تدهور الأوضاع المعيشية للمواطن العراقي وغياب السلطه وانفلات الأمن وسخط المواطن على الحكومة".
ويضيف أن "إيران تستخدم عصائب الحق عصاً تلوح بها ضد الأطراف الشيعية السياسية التي تخشى أن تخرج عن المشروع الإيراني في العراق".
يعتمد عمل "عصائب الحق" على زرع العبوات وخطف الأجانب واغتيال الضباط ومنتسبي الأجهزه الأمنية التي شاركت في الدفاع عن العراق في الحرب العراقية الإيرانية. وتعتمد في أنشطتها على عناصرها المنخرطة في الشرطة والجيش، وتتخذ المناطق المزدحمه مسرح لعمليلتها أكثر من استهداف القوات الأميركية.