أنت هنا

7 شوال 1430
المسلم- متابعات

بعد عدة أشهر من الحرب، وضعت حوامل غزة أثقالها لتكشف عن مأساة جديدة لتلك الحرب الدامية: أجنة مشوهة. فالأسلحة الكيماوية والمحرمة دوليا التي استخدمتها قوات الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين في الأحياء السكنية دمرت خلايا بعض الأجنة في أرحام أمهاتهم.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن اكتشاف عدة أجنة مشوهة وضعت في مستشفيات غزة خلال شهري أغسطس وسبتمبر. وقال د. معاوية حسنين مدير عام اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ: "إن هذه التشوهات جاءت نتيجة للأسلحة الفتاكة التي استُخدمت ضد المدنيين خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، مثل الفسفور الأبيض والدايم والغازات السامة بكافة أنواعها".

وأشار إلى أن هذه المواد "تم استخدامها بكثافة في مناطق عدة من قطاع غزة، من بينها شرق مدينة غزة، وفي منطقة المغراقة، وغرب النصيرات، وشرق حي الزيتون بغزة، وفي شمال قطاع غزة وبخاصة عزبة عبد ربه والقرم والعطاطرة والسلاطين".

وتابع: "بعد مضي عشرة أشهر فقط على الحرب الطاحنة التي عانى منها قطاع غزة، وجدنا حالات تشوه لمواليد حملت بهن نساء خلال فترة الحرب وبعدها، وقد أحصينا حتى الآن خمسة أجنة مشوهة على الأقل، أثبتت نتائج الفحوص والعينات التي أخذت بواسطة مستشارين وخبراء بعلم الأجنة أنهم أصيبوا بهذه التشوهات من جراء استخدام الأسلحة المحرمة دوليًّا".

وقال إنه من المحتمل "أن تكون هناك مآسٍ وراثية أخرى والكثير من الأمراض، وخصوصًا مرض السرطان، كنتيجة حية وواضحة لاستخدام هذه الأسلحة الفتاكة على المدنيين الفلسطينيين من أبناء القطاع".

كما نوه إلى أن المؤسسات ولجان التحقيق الدولية، والتي كانت آخرها لجنة التحقيق الأممية، أخذت عينات من بقايا هذه الأسلحة خلال الحرب الأخيرة على غزة وبعدها، لكنها رفضت أن تظهرها للعالم، من أجل "ألا يقاضى قادة الاحتلال ويلاحقوا في المحاكم الدولية بتهم جرائم حرب ضد الإنسانية".