أنت هنا

5 شوال 1430
المسلم- وكالات

هاجم الزعيم الليبي معمر القذافي الأمم المتحدة ومجلس أمنها خلال خطابه أمام الجمعية العامة المنعقدة الأربعاء بنيويورك. ومزق القذافي ميثاق للأمم المتحدة معتبرا أن حق الفيتو لدول بعينها يناقض ذلك الميثاق.

وإلى جانب المطالبة بمساواة الدول العظمى والدول الأقل شأنا، طالب القذافي الدول الاستعمارية السابقة بدقع تعويضات تبلغ 7770 مليار دولارا للدول الإفريقية. وتطرق إلى الحديث عن حركة طالبان الأفغانية، رافضا اعتبارها عدوا ومشددا على حقها في أن ترغب بإنشاء دولة دينية، مثلما الحال في الفاتيكان.

وفي كلمته الاولى أمام الجمعية بعد 40 عاما من توليه السلطة، تجاوز القذافي الوقت المسموح له بالحديث فيه وهو ربع الساعة، حيث طال خطابه لأكثر من ساعة ونصف الساعة. وعندما طُلب منه الالتزام بالوقت وإنهاء الخطاب تعلل بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو أيضا تجاوز الوقت، حيث تحدث لمدة 40 دقيقة.

وهاجم القذافي مجلس الأمن وحق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به الدول الخمس الدائمة العضوية (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا)، قائلا إنه بات "مجلس رعب".

وقال رافعا الكتيب الأزرق الذي يحوي ميثاق الأمم المتحدة: "إن الفيتو مناقض لشرعة الأمم المتحدة، ووجود أعضاء دائمي العضوية يتعارض مع الشرعة". وأضاف إن "الدول التي تكونت منها الأمم المتحدة شكلت مجلس الأمن وأعطت لنفسها مقاعد دائمة والفيتو في غياب 165 دولة موجودة الآن في الأمم المتحدة".

كما وجه انتقادات إلى القوى العظمى متهما إياها بالوقوف وراء العديد من النزاعات منذ العام 1945 لتحقيق مصالحها الخاصة. وأضاف أن مجلس الأمن فشل في منع نحو 65 حربا منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة عام 1945.

وقام القذافي بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة وقال إن بلاده لن تعترف بقراراتها بعد اليوم. وألقى بكتاب ألفه باسم "إسراطين" على رئاسة الجمعية.

وشدد الزعيم الليبي أن على إفريقيا أن تتلقى سبعة آلاف و770 مليار دولار من التعويضات من مستعمريها السابقين. وأضاف أن "الأفارقة سيطالبون بذلك (...) من حقهم استعادة هذا المال وسيستعيدونه".

ودافع القذافي عن حركة طالبان المقاومة للاحتلال الدولي في أفغانستان، وتساءل: "لماذا نحن ضد طالبان؟ لماذا نحن ضد أفغانستان". وأضاف أنه إذا أرادت طالبان إقامة دولة دينية فلا بأس في ذلك مثل الفاتيكان، متسائلا: "هل الفاتيكان تمثل خطرا علينا؟ لا".

وقال إنه إذا أرادت طالبان إقامة إمارة إسلامية "فمن قال إنهم الأعداء".

وكعادة خطاباته، لم يكن حديث القذافي مترابطا كما كان فيه الكثير من الارتجال وشعارات لطالما أوردها سابقا حول انعدام العدل في العالم.