
قال وزير الثقافة المصري فاروق حسني اليوم الأربعاء إن "ضغوطا صهيونية رهيبة" مورست ضده وأن "طبخة" أُعدت في نيويورك لاستبعاده من الفوز برئاسة اليونسكو. جاء ذلك لدى عودته من باريس بعد هزيمته أمام البلغارية إيرينا بوكوفا ذات التوجهات الشيوعية.
واتهم حسني الأمم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بأنها تخضع "للتسييس"، مشيرا إلى أن السفير الأمريكي لدى المنظمة كان يعمل ضده بشكل صريح.
وأضاف: "السفير الأميركي كان يتصرف بقوة وبكل ما يمكنه من إمكانيات" لمنعي من الفوز بالمنصب. وتابع أن "كل الصحف كانت ضد المرشح المصري كما أن الضغوط الصهيونية كانت ضدي بشكل رهيب"، مشيرا إلى أن "مجموعات من اليهود في العالم كان لهم تأثير كبير جدا جدا" في منعي من الفوز.
وخسر حسني الجولة الخامسة الحاسمة من التصويت الذي جرى أمس الثلاثاء أمام البلغارية إيرينا بوكوفا لكنه اعتبر أن خسارته لصوتين الثلاثاء كانت نتيجة "خيانة".
وتقدم فاروق حسني في الجولة الأولى من التصويت وبقي متقدما حتى الجولة الأخيرة بينه وبين بوكوفا. وحصلت بوكوفا على 31 صوتا مقابل 27 صوتا لحسني في تصويت المجلس التنفيذي لليونسكو الذي يضم 58 دولة.
وقال حسني: "كنا متفائلين صباحا (أمس) وكان عندنا ثقة كبيرة ولكن المجموعة الأوروبية عقدت اجتماعين أمس (قبل التصويت الأخير) وانطبخ الموضوع في نيويورك لأن كل الرؤساء ووزراء الخارجية كانوا هناك" للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت صحيفة :لوموند" الفرنسية الأربعاء إن فرنسا طلبت من الرئيس المصري طرح مرشح آخر للمنصب بدلا من فاروق حسني لكنه رفض. وأوضحت الصحيفة أن باريس غيرت موقفها في الدور الأخير للتصويت أمس الثلاثاء ولم تعط المرشح المصري.
وواجه فروق حسني انتقادات شعبية وإسلامية واسعة، بسبب تصريحات معادية للحجاب ولشيوخ الأزهر. كما سبق أن أثار ضجة بعد نشر كتاب حاصل على موافقة من وزارة الثقافة كان يحتوي على عبارات مسيئة للإسلام والقرآن.
لكن حسني تعرض أيضا طوال حملته من أجل الفوز بمنصب مدير عام اليونسكو لاتهامات بمعاداة السامية. كما وُوجه ترشيح حسني بمعارضة شديدة من الولايات المتحدة وشخصيات فرنسية ويهودية.
ويرجع السبب في ذلك إلى تصريح قاله في مواجهة نائب إسلامي في مجلس الشعب وأكد فيه أنه "سيحرق الكتب الإسرائيلية إن وجدت في المكتبات المصرية". وكان حسني يقصد بهذا التصريح النفي القاطع لوجود كتب "إسرائيلية"، في محاولة منه للتصدي للضغوط الشعبية والبرلمانية بسبب توجهات الوزير المعروفة بالعداء لمظاهر الإسلام.