
أعلن نائب رئيس الجمهورية العراقية طارق الهاشمي المستقيل من الحزب الإسلامي العراقي السني، عن قائمة مستقلة يخوض بها الانتخابات البرلمانية المقبلة، بحيث "تبتعد عن التخندق الطائفي" الذي كرسه دخول الاحتلال إلى البلاد والحكومات الشيعية المتعاقبة منذ ذاك الحين.
وكشف الهاشمي في مؤتمر صحفي عقده السبت في بغداد عن قائمته الجديدة التي تحمل اسم "قائمة تجديد"، قائلا إنه سيشترك بها في الانتخابات البرلمانية القادمة والتي ستجري بداية العام المقبل.
وتسعى القائمة إلى "تجديد حياة العراقيين .. وهي قائمة انطلقت استجابة لحاجة استراتيجية وطنية تتمثل بإخراج العراق من المأزق التاريخي عندما تبنى نظرية دولة المكونات" في إشارة إلى المحاصصة الطائفية والعرقية والتي كانت الصفة المميزة التي هيمنت على مجمل العملية السياسية منذ دخول الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وسيطرة الشيعة على الحكم في البلاد.
وكان الهاشمي يشغل منصب الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي الذي خاض انتخابات 2005 ضمن قائمة جبهة التوافق السنية التي ضمت عدة فصائل عربية سنية من مختلف التوجهات السياسية. وحصلت القائمة آنذاك على 44 مقعدا من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 275 مقعدا، بالرغم من أن المدن السنية الرئيسية –بعقوبة والرمادي والفلوجة- لم تشتهد انتخابات بسبب القصف الأمريكي وتدهور الأوضاع الأمنية.
وكان الهاشمي قد أعلن قبل أشهر قليلة استقالته من الحزب الإسلامي وهي خطوة كان الهاشمي يعد لها تمهيدا لإعلان قائمتة المستقلة للانتخابات المقبلة.
وقال الهاشمي إن قائمته ستبتعد عن "التخندق الطائفي والعرقي" الذي هيمن على الانتخابات الماضية وإن الفكرة الجوهرية لقائمته "هي فك ارتباطنا النهائي لنموذج دولة المكونات وأن نحزم أمرنا.. للانحياز الكامل لنموذج دولة المواطنة".
وأضاف إن قائمته ستعمل على "بناء عراق موحد أرضا وشعبا تديره دولة قوية سياسيا واقتصاديا تحمي ثرواته وتبعد عنه شبح التقسيم".
ويأتي موقف الهاشمي في الوقت الذي أعلنت الأحزاب الشيعية -باستثناء حزب الدعوة الذي يرأسه رئيس الحكومة نوري المالكي- عن اشتراكها في تكتل جديد لخوض الانتخابات المقبلة تحت اسم "الائتلاف الوطني العراقي"، فيما اعتبر تكريسا للطائفية ومحاولة لإحكام قبضة الأحزاب الشيعية على الحكم في العراق.
ولم تعلن غالبية القوائم والأحزاب العرقية الأخرى حتى الآن عن قوائمها التي ستشترك بالانتخابات المقبلة.
وأبدى الهاشمي نيته في الدخول في تحالفات مع القوائم والكتل الأخرى، وقال: "بعد الإعلان عن القائمة نكون (الآن) أمام استحقاق مهم وهو التحالفات".
وأضاف: "وهنا تعلن قائمة تجديد حرصها على أن تكون عضوا فاعلا في جهد وطني لإنضاج تحالفات سياسية وطنية ورصينة عابرة لحدود الخنادق الطائفية والعرقية.. وبعيدة عن التناقضات الفئوية".
ووعد الهاشمي بأنه سيعلن عن برنامج قائمته "خلال الأيام القليلة القادمة.. وسيكون برنامجا تنمويا كاملا يستوعب مختلف جوانب حياة الإنسان العراقي وسيعتمد أسلوب تشخيص وتحليل الخلل".