
نشر مركز حقوقي فلسطيني تقريرا يفضح دور المؤسسات والشخصيات الأمريكية في استمرار الاستيطان الصهيوني بالضفة الغربية المحتلة وخصوصا القدس.
وقال "مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية" في تقرير نشر السبت تحت عنوان: "أمريكيون يدعمون ويمولون "الاستيطان" في الأراضي الفلسطينية"، إن جمعيات ومنظمات يهودية عديدة من أشهرها مؤسسة C&M المملوكة للمليونير الأمريكي اليهودي "إيرفينغ موسكوفيتش" تقوم بتمويل كامل لجميع الأنشطة "الاستيطانية" اليهودية في القدس الشرقية".
وأوضح التقرير أن عمل الشركة يأخذ منحيين: الأول الاستيلاء على عقارات المقدسيين، والثاني تمويل شراء أراضٍ وعقارات بطرق التزوير والغش داخل البلدة القديمة وفي الأحياء المحيطة بها.
ونجحت تلك المؤسسة التي تعد من بين أشهر 1000 مؤسسة خاصة في الولايات المتحدة في تمويل عمليات استيلاء على 70 عقارًا داخل أسوار البلدة القديمة بواسطة جمعية "عطيرات كهانيم" التي تتخذ من عقبة الخالدية- طريق الهكاري في البلدة القديمة مقرًّا لها، حيث تدير نشاطها من هناك، وتشرف على عدد من المدارس التلمودية والكُنُس، ويعتبر "متتياهو دان" رئيس هذه الجمعية الذراع التنفيذية للمليونير "موسكوفيتش"، وقد نجح هذا في توسيع نشاط جمعيته إلى خارج أسوار البلدة القديمة، خاصة في سلوان ورأس العمود والشيخ جراح وجبل الزيتون".
وأوضح التقرير أن المشروع الأهم الذي موله "موسكوفيتش" هو بناء حيٍّ "استيطانيٍّ" في قلب حي رأس العمود قبل عدة أعوام أطلق عليه اسم "معاليه هزيتيم"، وهو لا يبعد سوى 150 مترًا عن المسجد الأقصى، ويشتمل على 132 وحدة "استيطانية"، إضافة إلى إعلانه تمويل بناء حيٍّ "استيطانيٍّ" آخر في ذات المكان سوف يحمل اسم "معاليه ديفيد"، ويشتمل على بناء 104 وحدات "استيطانية" سترتبط بـ"معاليه هزيتيم" بجسر، ما سيرفع عدد المغتصبين في قلب حي رأس العمود إلى نحو 200 عائلة.
كما أشار التقرير إلى أن "موسكوفيتش" يقف وراء تمويل العشرات من صفقات بيع العقارات المشبوهة الأخيرة في الأحياء المحيطة بالبلدة القديمة، وجميع هذه الصفقات ممولة من صالات القمار التي يملكها "موسكوفيتش" في أنحاء متفرقة من الولايات المتحدة، وهي تأتي على أنها لدعم مؤسسات تربوية وأكاديمية يهودية، لكنها تذهب في الواقع لتعزيز "الاستيطان" الصهيوني في القدس الشرقية المحتلة.
ووفقًا للمعلومات، فإن "موسكوفيتش" يملك كازينو للعبة "البينغو" في مجمع سكني لمحدودي الدخل في جنوب كاليفورنيا، ويُرسل دخل الكازينو لبناء "المستوطنات" الصهيونية في القدس الشرقية والخليل.
وطالب "مركز القدس" الإدارة الأمريكية الحالية إثبات صدقية تصريحاتها فيما يخص "الاستيطان"، والعمل على وقف ما تقوم به هذه المؤسسات والشخصيات الأمريكية من تنفيذ المشاريع "الاستيطانية" في الأراضي الفلسطينية.
واعتبر التقرير أن ما يجري في القدس والضفة يمكن وصفه على أنه حروب خفية يقودها المغتصبون، ويوجِّه نشاطاتهم دعمٌ ماليٌّ أمريكيٌّ غير محدود، لا يساهم في تعزيز ما تقول الإدارة الأمريكية أنه سعيٌ إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.