
ألقى رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية كلمة متلفزة منذ قليل، أكد فيها إيمانه بأن النصر قريب، مؤكدا أن غزة لن تنكسر وأن صمود الشعب الفلسطيني في وجه القوة "الإسرائيلية" الغاشمة هو معجزة إلاهية.
وحملت الكلمة طابعا إيمانيا تخللته الآيات القرآنية المبشرة بالنصر والأحاديث النبوية الشريفة. وقال الخطيب المفوه إن غزة بصمود أهلها اليوم معجزة إلاهية، ومؤكدا أن "غزة لم تنكسر بعد 17 يوما من هذه الحرب المجنونة ولن تنكسر بمشيئة الله".
وأضاف: "إن ما يجري في القطاع ويتحمله شعبنا الفلسطيني في هذه الرقعة الضيقة من الأرض، وتحمله لكل هذا القتل، وصموده في الميدان، وبقائه شامخا، صابرا، صامدا كصمود جبال فلسطين.. هو بمثابة معجزة من معجزات الله في هذه المرحلة ولينظر إليها ويتعلم منها كل أحرار العالم".
وتابع هنية قوله: رغم كل الألم، القتل، والدماء. ورغم هدم البيوت وجرف الأشجار والقنابل الفوسفورية وأطنان المتفجرات.. نستشعر معية الله". وأضاف: "إن هذه دماء الشهداء الزكية ستصنع نصرا ولن تذهب هباءا".
وأضاف، أن ما يجري هو بحقٍّ آية من آيات الله تعالى، مشددًّا على أن غزة بأطفالها ونسائها آية من آيات الله، قائلاً: لأن يتحمل الشعب الغزاوي كلَّ هذا الأمر، ويقف شامخًا صامدًا ثابتًا فهذا آية من آيات الله سبحانه وتعالى.
وقال هنية: إننا نستشعر عون الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى في سورة الأنفال: "إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ). وأضاف: "لذلك أقول باسم كل أهلنا في غزة، الذين يرسمون النصر الآتي: والله لكأننا نستشعر آيات الله وقرآنه يتنزل علينا من قلب هذه الأحداث، بحسب قوله تعالى: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"
وأوضح أن "أهل غزة لا يخافون ولا يولُّون ولا يولْولُون، رغم عمق الجُرْح وعِظَمِ المُصاب وفقدان الأحبّة، ورغم ما يحيط بغزة من طَوْق النار الصهيوني"؛ وتلا قوله تعالى:"إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا". وأضاف: نستشعر أن النصر آتٍ رغم هذه المحنة التي نعيشها.
ونوه هنية في حديثه إلى أن الناس انقسموا إزاء هذه الأحداث إلى فريقين: فريق يتشكك في النصر وما وعد الله ورسوله، وهؤلاء يَصْدق فيهم قول الله تعالى: "وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا"، وفريق مؤمن صادق بما وعده الله في النصر وهؤلاء يصدق فيهم قوله تعالى: "وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا".
وأشاد هنية بصبر أهل غزة وصمودهم وتضامنهم أمام آلة الحرب الصهيونية، وقال: أحيِّي أهلنا الصابرين في كل مكان، رغم قصف الاحتلال. مشيرا إلى أنه يجب أن تتواصل هذه الانتفاضات في الضفة وغزة، ومؤكدا على أن حركة حماس تتعامل مع القصف على مستويين؛ مستوى سياسي دبلوماسي باتصالات عربية ودولية، مؤكدًا أنها لن تغلق هذا المسار بل ستتعاطى مع أي مبادرة من شأنها أن توقف العدوان، وأن ينسحب العدوان من القطاع، وأن يمهد لإعادة فتح المعابر. كما أنها تتعامل بمسئولية وإيجابية مع كل مبادرة يمكن أن توقف هذا العدوان.
أما المستوى الثاني فهو "الثبات والمقاومة والتصدي لهذا العدوان، حتى يندحر هذا المحتل عن أرضنا، ونحن على ثقة أننا سنصل للنقطة التي نرجوها وهي الانتصار ودحر هذا العدوان".
ووجه هنية نداء للشعب الفلسطيني قائلا: "أقول باسم أهلنا الذين يرسمون اليوم فجرا جديدا، ونصرا بإذن الله: إن المؤمن لأخيه كالبنيان المرصوص، فصابروا لأن نصر الله قريب". وحثهم على التعاون من أجل تجاوز المحنة وفتح منازلهم لاستضافة الأهالي المنكوبين. وأضاف: إن "اللعنات ستطارد كل من خاض في دماء أهلنا في غزة".
وقال هنية: "أريد أن أقول لأهلنا في غزة ولأحرار العالم الذين هبوا لنصرة غزة: إن الهبة يجب أن تتصاعد وتتواصل لأن المحتل لا زال يقتل أطفالنا.. إننا على أرض غزة نمجد صمود غزة على المسار السياسي الذي من شأنه أن يؤدي إلى انسحاب المحتل من أرض غزة، ونحن نتعامل بإيجابية مع كل مبادرة من شأنها أن تنهي هذا العدوان. أما المسار الثاني فهو التصدي للعدوان حتى يندحر المحتل عن أرضنا".
ووجه تحية إلى المجاهدين في الميدان قائلا: "إنا نقبل رؤوسكم وأيديكم.. ونقبل الأرض من تحت نعالكم، أنتم تدافعون عن عرضكم وحماكم وعن كرامة الأمة، أنتم اليوم أصحاب القرار وصناع النصر.. أنتم تاج رؤوسنا.. بل تاج هذه الأمة".
وحيا هنية الأطباء العرب الذين وصلوا للقطاع لتطبيب الجراح وأشاد بموقفهم، قائلا إنهم أصبحوا جزءا من أهالي غزة.
واختتم هنية حديثة بالدعاء مبتهلا إلى الله بالنصر للأمة ولغزة أمام العدوان الصهيوني.