أنت هنا

11 محرم 1430
المسلم-وكالات:

في دليل جديد على المدى الذي وصلت إليه العنصرية في مطارات الولايات المتحدة، اضطرت شركة طيران أمريكية لتعويض راكب مسلم كان قد أرغم على تغطية قميصه الذي يحمل شعارا مطبوعا باللغة العربية.

 

وسيدفع المسؤولون في هيئة أمن المواصلات الأمريكية وشركة "جيت بلو" للطيران تعويضا ماليا يبلغ 240 ألف دولار، بعد التوصل لتسوية مع الراكب الذي ينحدر من أصول عربية حسبما صرح محاموه.

ويعتبر هذا التعويض المالي الأكبر من نوعه منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.

وكان الراكب ويدعى رائد جرار، وهو مقيم في الولايات المتحدة، قد أقام دعوى اتهم فيها هيئة أمن المواصلات الأمريكية وشركة "جيت بلو" للطيران بممارسة التمييز ضده بطريقة غير قانونية بموجب أصله العرقي وبسبب كتابة مطبوعة بالعربية على قميصه.

وقال محامو جرار إن التسوية تعد انتصارا لحرية التعبير وضربة للتمييز العنصري.

وتعود القصة إلى عام 2006 عندما كان جرار ينتظر ركوب الطائرة في مطار نيويورك، وكان يرتدي قميصا طبعت عليه عبارة "لن نصمت" بالانجليزية والعربية. ويقول محاموه إن الموظفين أمروه بنزع قميصه بدعوى أن باقي الركاب لا يشعرون بالارتياح إزاء الشعار المطبوع باللغة العربية.

وقد وافق جرار بعد ذلك على تغطية قميصه وصعد إلى الطائرة إلا أنه أرغم على الجلوس في مؤخرة الطائرة.

وقال اتحاد الحريات المدنية الأمريكي إن حالة جرار ليست الوحيدة.

وكانت أسرة أمريكية مسلمة قد تعرضت الأسبوع الماضي إلى تمييز عنصري حيث تم إنزالها من إحدى الرحلات الجوية الداخلية بعد أن أبدى بعض الركاب قلقهم إزاء محادثة كانت تجرى بين أفرادها، ورفضت شركة الطيران تسفيرهم على متن رحلة أخرى.

وحدثت الواقعة عندما كانت رحلة "آير تران" رقم 175 تستعد للإقلاع من مطار ريجان خارج واشنطن باتجاه مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا.

واحتجز محققون من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي أفراد العائلة المسلمة وهم ثمانية أفراد بالإضافة إلى صديق لهم، لكنهم اضطروا إلى إخلاء سبيلهم لعدم توفر أدلة تدينهم بارتكاب سوء. ونسبت وكالات أنباء إلى رب الأسرة ويدعى عاطف عرفان، وهو مواطن أمريكي ومحامي ضرائب قوله: إنه شعر بالإساءة له ولأسرته عندما رفضت شركة الطيران وضعهم على الرحلة المقبلة لإكمال سفرهم.

ورفع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" شكوى أمام وزارة النقل الأمريكية. وقالت "كير" في شكواها: "نعتقد أن هذه الحادثة ما كانت لتحصل، لو لم يُنظر للركاب المسافرين الذين أنزلوا من الطائرة، من قبل مسافرين آخرين وأفراد من الطاقم، على أنهم أفراد يعتنقون الدين الإسلامي".