
وصل إلى ميناء مدينة صور في لبنان قارب الكرامة للمساعدة الإنسانية، بعد أن منعته الزوارق الحربية الصهيونية من المرور إلى قطاع غزة وصدم أحدها مقدمته وحطم جزءا منها.
وكان القارب قد أبحر مساء الاثنين من ميناء لارنكا القبرصي سعياً لكسر الحصار على القطاع، محمَّلا بثلاثة أطنان من المساعدات والأدوية وعلى متنه 15 من الناشطين والحقوقيين والصحفيين.
ورافقت سفينة من البحرية اللبنانية القارب فور دخوله المياه الإقليمية اللبنانية، واحتشد عشرات الأشخاص في الميناء للتضامن مع من كانوا على متنه ومع سكان قطاع غزة.
وواجه طاقم قارب الكرامة ومن عليه خطر الموت غرقا وأطلق قبطانه نداء استغاثة بعد قرب نفاد وقوده وبدء تسرب المياه إليه بعد تعرض زوارق حربية "إسرائيلية" له.
وكانت عدد من القوارب الحربية "الإسرائيلية" قد بدأت الليلة الماضية بملاحقة القارب، ووجهت إليه كشافات ضوئية وأطلقت في محيطه قنابل مضيئة، دون أن تحاول الاتصال بالطاقم، أو تطلب منه العودة رغم أنه كان ما زال قريبا من ميناء لارنكا في قبرص، نقطة انطلاقه.
وفي وقت لاحق بدأت القوارب "الإسرائيلية" تقترب من القارب، ثم فجأة قام أحدها بصدمه بشكل قوي هدد حياة من على متنه، وأحدث خرابا كبيرا في الجانب الأيسر من مقدمته.
وطلبت الزوارق الصهيونية بعد ذلك من قبطان القارب العودة لميناء لارنكا، واتهمت من فيه بالقيام "بأعمال إرهابية"، وأصرت على طلبها رغم إبلاغها بصعوبة ذلك، بسبب الخراب الذي حل بالقارب وتسرب المياه لداخله، وبسبب قرب نفاد الوقود, وقد طلب القبطان منهم السماح له بالتوجه إلى المياه الإقليمية اللبنانية غير أن الزوارق "الإسرائيلية" رفضت طلبه، وظلت على موقفها حتى اقترب القارب من المياه اللبنانية.
من جهتها, قالت النائبة السابقة في الكونجرس الأمريكي سنتيا ماكني، التي كانت على متن القارب: إنه حاول الدخول إلى المياه الإقليمية لغزة، لكن البحرية "الإسرائيلية" منعته وأطلقت النار باتجاهه.
وأضافت: "ولحسن الحظ أن الرصاصات الثلاث التي مرت قربي لم تصبني" وأن أفراد الزورق "الإسرائيلي" وصفوا من كانوا على قارب الكرامة بأنهم "إرهابيون" وطلبوا منهم أن يعودوا من حيث أتوا، واصفة ما قامت به "إسرائيل" بأنه "عمل غير إنساني ومشين.
أما الجراح البريطاني ديفد هالين الذي كان أيضا على متن القارب, فقال: "إنني خجول من موقف حكومة بلادي التي تؤيد الغارات الإسرائيلية".