
في إحراج صريح للسلطات المصرية، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، في موقعها على الإنترنت اليوم، إن العدوان على غزة جاء حسب قرار أصدره المجلس الوزاري المصغر "الإسرائيلي"، ما يعني أنه اتخذ قبل زيارة وزيرة خارجية الكيان لمصر.
وأضافت "هآرتس" أن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" حذرت من أن "الغارات الجوية ستستمر وسيتم توسيعها وتعميقها إذا اقتضت الضرورة"، وتزامن ذلك مع حشد القوات الصهيونية البرية على حدود غزة واصطفت الزوارق الحربية "الإسرائيلية" بالقرب من شواطئ القطاع.
وكانت مصادر إخبارية قد ذكرت أن "اسرائيل" أبلغت بعض الأنظمة العربية بنيتها القيام بعملية عسكرية واسعة في غزة.
ومن الجدير بالذكر أن وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني كانت قد تحدثت صراحة، إثر لقائها الخميس الماضي في القاهرة مع الرئيس حسني مبارك وعدد من المسئولين المصريين، عن قرب استهداف غزة، قائلة خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعها مع وزير الخارجية المصري الخميس: "هذا يكفي.. سنغير هذا الوضع"، مضيفة "يؤسفني القول إنه لا يوجد سوى عنوان واحد للوضع في غزة، مفاده أن هذه هي حماس، وهي التي تسيطر على القطاع، وهي من قرر استهداف إسرائيل، ومن ثم فإن هذا أمر يجب أن يتوقف فورا وهذا ما سنفعله".
ولم يصدر أي رد من قبل وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، في المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع ليفني، على هذا التصريح ما أثار انتقادات حادة للجانب المصري، من حركة "حماس" ومن جهات شعبية عربية اتهمتها بـ"التواطؤ" مع إسرائيل و"الموافقة" على عملية عسكرية تقوم بها ضد قطاع غزة، خاصة وأن ليفني قد أشارت إلى ذلك بالقول "نحن نتفهم حاجات مصر، وما نفعله هو تعبير عن حاجات المنطقة".
وسبق أن تعرضت مصر الرسمية لموقف "محرج" مماثل حينما نفذ الطيران "الإسرائيلي" ضربة جوية لمفاعل أوزراك النووي العراقي عام 1981، بعد يومين فقط من زيارة قام بها رئيس الوزراء "الإسرائيلي" مناحم بيجن إلى مصر؛ ما سبب حرجا بالغا للرئيس السادات آنذاك.