أنت هنا

26 ذو الحجه 1429
المسلم- متابعات

أعلن مجلس الحوار الوطني انسحابه من جبهة التوافق العراقية السنية اليوم الأربعاء على خلفية النزاع الذي تسبب في استقالة رئيس البرلمان محمود المشهداني الذي يترأس المجلس أيضا.

وقال خلف العليان رئيس مجلس الحوار الوطني في مؤتمر صحفي في بغداد اليوم الأربعاء: "نظرا لفشل جبهة التوافق في أداء رسالتها التي تشكلت من أجلها وتفرد الحزب الإسلامي باتخاذ القرارات الخطيرة دون الرجوع إلى شركائه... إضافة إلى التحالفات التي عقدها دون موافقة الآخرين.. لم يعد لجبهة التوافق وجود من الناحية العملية". وتابع: "لهذا فإن إعلان حل هذه الجبهة أصبح ضرورة حتمية ليذهب كل مكون بالاتجاه الذي يستطيع أن يخدم الشعب من خلاله بعيدا عن التكتلات الطائفية والعرقية المقيتة".

وكان المشهداني قد أعلن استقالته من منصبه أمس الثلاثاء. واختلفت أطراف الجبهة حول استقالة المشهداني الذي ينتمي إلى مجلس الحوار الوطني؛ حيث رحب الحزب الإسلامي بالاستقالة واعتبرها حلا توافقيا جنب البرلمان العراقي مشاكل كثيرة، فيما وقف مجلس الحوار الوطني ضد ما أسماه "محاولات كانت تدفع باتجاه الاستقالة".

وانتقد العليان الحزب الإسلامي واصفا مواقفه بـ"المشبوهة" ومعتبرا موقفه من استقالة المشهداني بـ"الموقف التآمري". ومضى يقول "ندعو الجميع للتعامل مع الحالة الجديدة وعدم التعامل مع ما كان يسمى بجبهة التوافق".

من جانبه استنكر سليم الجبوري الناطق باسم جبهة التوافق تصريحات العليان وخاصة ما يتعلق بحل الجبهة، وقال: "نرحب بانسحاب مجلس الحوار وخلف العليان من جبهة التوافق". وأضاف "ستبقى جبهة التوافق هي الكيان المعتبر والمعتمد لدى الجميع... ليس له الحق في إلغاء مكون له اعتبار وله وجود مثل جبهة التوافق".

وبانسحاب مجلس الحوار الوطني الذي يمتلك 6 مقاعد وكتلة مستقلون التي تمتلك 4 مقاعد، أصبح للجبهة 28 مقعدا في البرلمان من مجموع المقاعد البالغة 275 مقعدا. وكان 6 من أعضاء الجبهة قد انسحبوا في أوقات سابقة.

وتشكلت جبهة التوافق قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية نهاية 2005 على خلفية التحالفات والتكتلات الطائفية والعرقية السائدة في العراق. واشتركت أكثر من جهة سنية في تشكيل الجبهة من أهمها الحزب الإسلامي الذي يرأسه نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، ومؤتمر أهل العراق الذي يرأسه عدنان الدليمي وهو رئيس الجبهة، ومجلس الحوار الوطني الذي يرأسه خلف العليان، بالإضافة إلى بعض المستقلين.

واستقال المشهداني إثر خلاف كبير بين الفصائل المختلفة في البرلمان العراقي بعد تلفظه بعبارات نابية ضد نواب، خلال نقاش حاد شهده البرلمان الأسبوع الماضي حول حادثة الصحفي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بفردتي حذائه خلال مؤتمر صحفي.

وقال العليان "حاولنا جاهدين مع باقي الأعضاء إبعاده عن المشاركة في هذه المؤامرة التي لم تكن تقتصر على إقالة أو استقالة المشهداني لكنها تتعدى ذلك إلى نوايا ومقاصد أخرى".

وعقب الاستقالة تقدم الحزب الإسلامي العراقي بالشكر للمشهداني "على موقفه المتعاون بتقديم استقالته التي جاءت كحل توافقي جنّب العملية السياسية ومجلس النواب خلافات ومشاكل إضافية".

وقال الحزب في بيان نشر على موقعه الإلكتروني: إن الحزب يؤكد بأن جبهة التوافق ستقدم مرشحيها لشغل منصب رئاسة مجلس النواب لضمان استمرار العملية السياسية خدمة للشعب العراقي، ووفاء بالعهد الذي قطعته الجبهة على نفسها بأن تكون في المقدمة على الدوام لإنجاز المهام الوطنية وتمثيل الشعب العراقي أصدق تمثيل، والدفاع عن مصالحه".

وقال الجبوري: إن الجبهة لا تعتزم أن تحصر دائرة النقاش ضمن أحد مكوناتها وإنما توسّع دائرة النقاش من أجل الوصول إلى شخصية كفوءة ومقبولة من قبل الكتل السياسية الأخرى كي تكون خلفاً للمشهداني. وأضاف: "إن الجلسة القادمة لمجلس النواب سيتم فيها اختيار رئيساً للمجلس بالأغلبية المطلقة وفقاً للتوازنات السياسية"، مشيرا إلى أن الجبهة ستعقد جلسات عدة لإستبيان من ترشحه لهذا المنصب مع الأطراف السياسية الأخرى حتى يكون المشّرح ذو مقبولية وقدرة وقابلية لكي يحظى بالتصويت بالأغلبية المطلقة عند عرضه على البرلمان.