
تباينت آراء المسؤولين "الإسرائيليين" حول المواجهة التي قد تكون مرتقبة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة لإيقاف صواريخ المقاومة الفلسطينية؛ حيث أعرب بعضهم عن اعتقادهم بحتمية المواجهة، فيما قلل آخرون من احتمال وقوعها مستبعدين فكرة شن حرب.
فمن جانبها تعهدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، التي تخوض الانتخابات للحصول على رئاسة الوزراء، بإنهاء حكم حماس في قطاع غزة إن نجحت في الانتخابات المقررة في فبراير القادم. وقالت ليفني اليوم الأحد أمام مجموعة من أعضاء حزبها كديما "إن دولة إسرائيل وحكومة أتولى رئاستها ستجعلان من الإطاحة بنظام حماس في غزة هدفا استراتيجيا". وأضافت "أما وسيلة تحقيق هذا فسيكون عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا".
كما نقلت الإذاعة "الإسرائيلية" عن نائب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" حاييم رامون قوله إن "إسرائيل" يجب أن تُخرج حماس من السلطة في غزة، معتبرا ذلك "قرار استراتيجي يجب أن يتخذ". وقال رامون الذي ينتمي إلى حزب كاديما أيضا: إن "وقف إطلاق النار عزز حماس وأضعفنا عسكريا ودبلوماسيا على حد سواء. علينا استخلاص العبر وتغيير السياسة".
كما نقلت الإذاعة عن وزير التجارة والصناعة إيلي يشائي قوله: "في اللحظة نفسها التي تستهدف فيها إسرائيل يجب أن نرد بقوة لضرب قدراتهم".
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول في وزارة الدفاع طلب عدم كشف اسمه قوله إن "الطريق الذي نسلكه بشأن غزة واضح. الوضع في غزة غير واضح ولا يحتمل. اعتبارات الجيش هي التي ستقرر توقيت الأحداث"، في إشارة إلى احتمال المواجهة.
يأتي ذلك فيما تناقش الحكومة "الإسرائيلية" في اجتماعها الأسبوعي اليوم الأحد الموقف الذي ستتبناه في مواجهة استمرار إطلاق صواريخ المقاومة من قطاع غزة بعد يومين من إعلان انتهاء التهدئة بين الاحتلال "الإسرائيلي" وحركة حماس.
وطالب مسؤولون "إسرائيليون" عدة برد أعنف على إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من جانب المقاومة الفلسطينية في القطاع الذي شهد تزايدا ملحوظا في عدد الصواريخ منذ الإعلان عن انتهاء التهدئة يوم الجمعة الماضي.
على الجانب الآخر بدا رئيس الوزراء "الإسرائيلي" إيهود أولمرت أقل عنفا في الحديث عن المواجهة، حيث قال إن "حكومة مسؤولة لا تتعامل بتسرع مع فكرة شن حرب، لكنها لا تستبعدها. بالتالي سنتخذ الإجراءات اللازمة".
أما وزير الدفاع العمالي إيهود باراك فقد دعا المسؤولين الإسرائيليين إلى مزيد من ضبط النفس. وقال "لا يمكننا قبول الوضع في غزة. أصدرت توجيهات إلى الجيش والأجهزة الأمنية للاستعداد لكن الخطاب الحربي مضر وغير مجد".
وأطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عشرات الصواريخ على مستوطنات "إسرائيلية" شمال القطاع، حيث أصيب "إسرائيلي" بجروح حسبما ذكرت منظمة نجمة داوود الطبية. كما شن الجيش الإسرائيلي غارة على مطلقي صواريخ. كما شن غارة أمس السبت أسفرت عن مقتل علي حجازي وهو قيادي ميداني من كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، وسقوط ثلاثة جرحى.
وقال أبو ثائر المتحدث باسم كتائب الأقصى إن حجازي "أول شهيد بعد انتهاء التهدئة الفاشلة (..) دماؤه لن تذهب هدرا والرد قريب وخياراتنا مفتوحة".