أنت هنا

19 ذو الحجه 1429
المسلم- وكالات

طالبت منظمة حقوقية أمريكية حكومات الدول العربية باتخاذ إجراءات عاجلة تتعلق بحماية حقوق آلاف الخادمات المهاجرات اللاتي ينتشرن في دول الخليج خاصة، دون وجود قوانين تحميهم من مستخدميهم، حيث يتعرضون لانتهاكات بشكل مستمر.

وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" التي تتخذ من نيويورك مقرا لها في تقرير نشر اليوم الأربعاء: "يستلزم على حكومات الشرق الأوسط أن تتحرك بسرعة عام 2009 للوفاء بتعهدها بحماية حقوق المهاجرات".

ويعمل ملايين النساء من إندونيسيا وسريلانكا وإثيوبيا والفلبين كخادمات في الدول العربية ومن بينها دول كثيرة تستثني الخادمات من الحماية التي توفرها قوانين العمل. وتشير التقارير إلى وجود 48 ألف خادمة أجنبية في المملكة العربية السعودية يعملن من خلال 95 مكتب استقدام مرخص.

وتبحث دول عدة منها الأردن ولبنان والسعودية والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر إدخال تعديلات تمد الحماية إلى الخادمات لكن هذه التعديلات لم تستكمل بعد.

وقالت نيشا فاريا نائبة مدير قسم حقوق المرأة في "هيومان رايتس ووتش" في بيان "هذا أمر مشجع أن تفكر الحكومات أخيرا في إصلاحات جادة لكن هذه المقترحات لا تعني شيئا إلى أن تقر إجراءات الحماية الجديدة وتنفذ". وأضافت "كل يوم تأخير يجعل الخادمات المهاجرات عرضة لانتهاك حقوقهن مثل عدم تلقيهن رواتبهن والحبس في أماكن العمل وانتهاكات جسدية وجنسية".

وتقول المنظمة إن الانتهاكات تتضمن العمل 18 ساعة في اليوم دون عطلة، والحبس في أماكن العمل والحرمان من الطعام وعدم دفع الرواتب طوال أشهر. ومن أسباب زيادة خطر سوء المعاملة للخادمات هو أن المخدومين عادة ما يتحكمون في وضع الخادمة كمهاجرة وقدرتها على تغيير عملها. وقالت المنظمة في بيان "الكثير من المخدومين يستغلون هذه السلطة في حبس الخادمات داخل المنزل دون أجر.

وقالت هيومان رايتس ووتش إن عددا محدودا للغاية من الخادمات يمكنهن الاستعانة بالنظام القضائي في الدول التي يعملن بها وحتى من ينجحن في إيصال شكواهن نادرا ما يحصلن على تعويض. وحثت المنظمة كل الحكومات على التصديق على معاهدة الأمم المتحدة للعمال المهاجرين التي تضمن حقوق المهاجرين وتوفر حماية الدولة ضد الانتهاكات التي يرتكبها أصحاب العمل والوكالات والمسؤولين.

وكانت المنظمة قد أعلنت في أغسطس إن لبنان يشهد معدل مرتفع من وفيات الخادمات، حيث تتصدر أنباء انتهاك حقوق الخادمات عناوين الصحف يوميا. وتموت الخادمات بمعدل أكثر من خادمة واحدة كل أسبوع سواء انتحارا أو أثناء محاولة الفرار من أرباب العمل.

كما طالبت المنظمة الدول التي تنتمي إليها الخادمات المهاجرات بتوفير فرص عمل حتى لا تجبرن على الهجرة كما طالبتها أيضا بمراقبة عمليات تجنيدهن للعمل في الخارج.