
أقر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا أعدته الولايات المتحدة يسمح للقوات الأجنبية استباحة الأراضي الصومالية بدعوى ملاحقة القراصنة، لكنه ربط ذلك بموافقة الحكومة الصومالية، التي لا وجود فعليا لها في الواقع.
ويمنح القرار الذي أعدت الولايات المتحدة مسودته وأقره المجلس بإجماع أعضائه الخمسة عشر، أمس، التفويض للدول التي أبلغت الحكومة الصومالية المؤقتة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنها تتعاون معها لمحاربة القرصنة.
ويقول القرار إنه يجور لهذه الدول "أن تتخذ كل الإجراءات اللازمة في الصومال بما في ذلك مجالها الجوي لمنع من يستخدمون الأراضي الصومالية للتخطيط لأعمال القرصنة والسطو المسلح في البحر أو تسهيلها أو تنفيذها"، بما في ذلك التوغل بريا.
ولم يتضح أيضا نوع القوات التي ستشارك في عمليات برية وجوية ضد القراصنة أو هل سيشارك فيها الجيش الأمريكي.
ويقول مراقبون إنه رغم التأكيد بشكل متكرر في القرار على دور الحكومة الصومالية، فإن سلطتها على أرض الواقع محدودة، حيث يسيطر المقاومون الإسلاميون على معظم جنوب البلاد، وتسيطر ميليشيات عشائرية متصارعة على المناطق الأخرى.
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام رسمية، اليوم الأربعاء، عن مسؤول صيني كبير قوله: إن الصين قد ترسل سفنا حربية إلى المياه الدولية قبالة الصومال بزعم المساعدة في مكافحة القرصنة هناك.
ونقلت وكالة أنباء "شينخوا" الرسمية عن هي يافي نائب وزير الخارجية الصيني قوله في اجتماع على مستوى وزاري لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: "الصين تدرس بجدية إرسال سفن لسلاح البحرية إلي خليج عدن والمياه قبالة الساحل الصومالي للقيام بعمليات حراسة في المستقبل القريب".
وكان مجلس الأمن قد أصدر قرارا في شهر يونيو الماضي خوّل بموجبه الدول التي تتوصل إلى صيغة اتفاق مع الحكومة الصومالية الانتقالية بدخول المياه الإقليمية لذلك البلد واستخدام القوة العسكرية للقبض على القراصنة، وأرسلت عدد من الدول بينها الولايات المتحدة قطعا بحرية عسكرية على المنطقة لكنها لم تتدخل جديا حتى الآن لمواجهة القراصنة، ما يعني أن هناك تواطؤا دوليا لتضخيم هذه الظاهرة.
ويشير مراقبون إلى أن تعاظم ظاهرة القرصنة في المياه المحاذية للسواحل الصومالية؛ جزء من مؤامرة دولية تشترك فيها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني للاحتفاظ بوجود بحري دائم في المنطقة يتيح لهما مراقبة الدول العربية والإسلامية المطلة على البحر الأحمر، بالإضافة إلى اتخاذ ما يحدث ذريعة للتدخل بريا في عدد من دول المنطقة إذا لزم الأمر وليس فقط في الصومال.
يشار إلى أنه منذ بداية العام الحالي، هاجم القراصنة أكثر من 100 سفينة قرب السواحل الصومالية، ونجحوا في اختطاف حوالي 40 سفينة واحتجاز 300 رهينة خلال العام الحالي، وفقاً لمكتب الإبلاغ عن القرصنة، التابع لمكتب الملاحة الدولية، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له.
ومن أبرز العمليات التي نفذها القراصنة، تلك التي نجحوا فيها باختطاف ناقلة النفط السعودية "سيريوس ستار"، والتي كان على متنها 25 بحاراً، تحمل شحنة من النفط تصل قيمتها إلى 100 مليون دولار، ومازالوا يحتفظون بها حتى الآن.