
يعتزم محام مصري بارز التقدم بطلب إلى مجمع البحوث الإسلامية لإسقاط عضوية شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، على خلفية تصريحاته الأخيرة بشأن حصار غزة ومصافحته الرئيس "الإسرائيلي" شيمون بيريز. ويؤدي إسقاط العضوية عنه إلى فقد منصبه تلقائيا كشيخ للأزهر، طبقا للقانون.
وقال عصام سلطان المحامي والقيادي بحزب الوسط (تحت التأسيس) إنه بدأ تحركا قانونيا لإسقاط عضوية طنطاوي، حيث سيرسل إنذارا قانونيا لأعضاء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر يطالبهم فيه بالبدء في إجراءات عزله لمخالفته المادة 30 من قانون الأزهر بانتهاجه سلوكا ينتقص من قدره كعالم مسلم.
ونقل موقع الجزيرة الإلكتروني عن سلطان قوله: "يقيني أن من بين أعضاء المجلس من سيستجيب للدعوة، لأن تصرفات الشيخ طنطاوي تجاوزت حد الاختلاف، ونالت من هيبة الأزهر، وأعطت صورة مزيفة بأن المؤسسة الدينية الإسلامية تقبل بالتطبيع مع الصهاينة".
ويقول سلطان إن طنطاوي بمواقفه "غير المسؤولة" قد خالف كل قرارات الأزهر ومجمع البحوث التي تجرم التعامل مع العدو الصهيوني، كما أن قوله بعدم معرفته بقضية عربية وإسلامية بحجم حصار غزة تعد دليلا على عدم اهتمامه بأمور المسلمين وعلى تقاعسه عن التعرف علي ما يجري في ديارهم، متناسيا أن الأزهر مؤسسة إسلامية عربية وليست مصرية.
ورفض سلطان وصف شيخ الأزهر نفسه بأنه "موظف حكومي"، وقال إنها محاولة لتكريس مفهوم خاطئ لدى العامة بأن رئيس الجمهورية وحده من يملك سلطة عزله. وقال سلطان "شيخ الأزهر ينبغي أن يكون عضوا في مجمع البحوث، وإذا لم يكن كذلك فإنه يكتسب العضوية فور تعيينه في منصبه، فإذا أسقطت عضويته بأغلبية ثلثي الأعضاء يكون قد فقد شرطا أساسيا لتولى المنصب، وأعضاء المجلس قادرون على ذلك لو تحملوا مسؤولياتهم".
وتعهد برفع دعوى قضائية أمام القضاء الإداري للمطالبة بعزل شيخ الأزهر إذا لم يستجب أعضاء المجمع لدعوته، وقال "من حق أي مواطن مصري أو عربي أن يطعن أمام محكمة القضاء الإداري ضد الموقف السلبي للمجمع إذا امتنع عن عزل الشيخ بعد كل الذي اقترفه".
وكان طنطاوي قد صافح بيريز الشهر الماضي عندما التقاه في مؤتمر حوار الأديان بنيويورك، وأثارت تلك المصافحة حفيظة المسلمين والمصريين خصوصا، كما أثارت انتقادات في عدد من الوسائل الإعلامية المصرية. وطالب عدد من نواب مجلس الشعب (البرلمان المصري) إلى عزل شيخ الأزهر عن منصبه.
ثم ازدادت الانتقادات حدّه، عقب تصريحات التي أدلى بها طنطاوي في لقاء تليفزيوني حذف جزء كبير منه، ثم تم تسريبه عبر الصحف، وقال فيها إنه لا يعلم شيئا عن الحصار المفروض على قطاع غزة من جانب سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" منذ أكثر من عام ونصف. وقال طنطاوي بالعامية المصرية: "حصار إية وقرف إيه وإحنا مالنا.. هي دي شغلتي كمان".